جزيرة السمالية

جزيرة السمالية التابعة لنادي تراث الامارات مدرسة لتعليم التراث وترسيخ ثوابت الهوية الوطنية.
 
تعتبر جزيرة السمالية واحدة من أجمل المرافق التابعة لنادي تراث الامارات، ليس لموقعها الفريد المطل على البحر من كل الجهات وليس لمرافقها المتنوعة، وروعة أجوائها ومحيطها الممتع للنظر، ولكن لكونها تجربة رائدة في بناء وإعداد القادة من شباب وفتيات الوطن، حيث أهداهم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الامارات، هذه الجزيرة التي يطلق عليها أيضا  " جزيرة الأحلام" لتكون مركزا ومدرسة لتعليمهم تراث الآباء والأجداد والحفاظ على ثوابت الهوية الوطنية ، وفهم معاني الولاء والانتماء للقيادة والوطن ومنذ ذلك الحين، والجزيرة الواعدة تغذ الخطى سريعا نحو تحقيق رسالة واستراتيجية النادي، سواء من حيث احتضان البرامج والمشاريع التراثية المخصصة لهم طوال العام على نحو استضافتها عام 1994، أول نسخة من ملتقى السمالية الصيفي، الذي اصبح من أهم التجارب والملتقيات التراثية الشابية على مستوى المنطقة، أو من حيث موقعها الذي يؤهلها أن تكون في مصاف المواقع التراثية  النادرة، والتي تساهم بقوة في الارتقاء بمفهوم السياحة الثقافية في الدولة، أو استضافة النشاطات الكبيرة ومنها ملتقى السمالية الربيعي الذي يطلقه النادي  في الفترة من 18 وحتى 29 ديسمبر الجاري ، وفي السياق أكد عبيد أحمد المهيري، مدير إدارة الجزر في النادي ، أن جزيرة السمالية أصبحت على جهوزية عالية لاستضافة الملتقى وتأمين كافة احتياجات المشاركين والضيوف والوفود ، وقال المهيري : لقد اعتدنا في الجزيرة على احتضان فعاليات هذا الملتقى النوعي وغيره  من المهرجانات والبطولات ، وذلك في إطار رسالة النادي الموجهة نحو استثمار المرافق بكامل طاقاتها ، لدعم وإنجاح كافة النشاطات الطلابية ، مختتما بالتأكيد على إنهاء كافة الاستعدادات الفنية والادارية في الجزيرة مبكرا ، وكذلك تأمين طواقم العاملين في الجزيرة لإنجاح الحدث.
 
تقع جزيرة السمالية في الخليج العربي، على بعد نحو 12 كيلومترا شرق إمارة أبوظبي ، وهي عبارة عن أرض محلية، تجاوزتها وتدخلت فيها  يد الانسان لتجعل منها محمية طبيعية تتمتع بتوازن بيئي قلما تجده في مكان مماثل من خلال مشروع زراعة اشجار القرم الذي يحيط  بمساحتها التي تصل إلى 14 كيلومترا مربعا من كل جانب، حيث أنها الآن وبعد سنوات من العمل الحثيث نحو تطويرها أصبحت تتمتع بتنوع بيولوجي متكامل، حيث تعتبر الجزيرة بكامل بيئاتها البرية والزراعية والبحرية، ومرافقها ومشاريعها التراثية والبيئية، محمية طبيعية، ساعدها في ذلك نمو رقعة كبيرة من أشجار القرم والنخيل ونباتات عشبية مختلفة مثل الشفان والسويد والقصبة والرشا والسنابل ، ومجموعة كبيرة من الزهور الطبية التي ساهمت في إنجاح مشروع المنحل وإنتاج العسل الأصلي، الذي تشرف عليه وحدة البحوث البيئية التابعة للنادي، كما توجد فيها مجموعة كبيرة من شتى أنواع الحيوانات والطيور النادرة التي تتوفر لها في الجزيرة حياة ملائمة لنموها وعيشها وتكاثرها، مثل : الابل، الخيول، النعام، الغزلان، الأرانب والحمام والدجاج  بأنواعه، والطاؤوس والبلابل والعصافير، وأنواع عديدة من الطيور المهاجرة التي تحط رحالها في أرض الجزيرة حيث تجد المأوى المناسب لرحلتها، أما الوصول إليها فيتم عادة من خلال رحلة بحرية بالقارب لا تزيد مدتها عن 6 دقائق، وفور ما تطأ قدم الزائر أرض الجزيرة، يدرك أن الزمن عاد به إلى الوراء، في رحلة استثنائية إلى الماضي كفيلة بعرض الحياة التقليدية في الإمارات قديماً، تسرد ذكريات في ثناياها تفاصيل عن الأمس لأبناء اليوم.
 
مرافق الجزيرة
تتمتع جزيرة السمالية بجملة من المرافق النوعية جعلت منها محط أنظار شباب وفتيات الوطن لممارسة ريضاتهم التراثية وهواياتهم ومن ذلك : قسم الفروسية الذي يعدد خططا وبرامج سنوية يستهدف من خلالها الطلاب الذين يتوافدون إلى صالة الفروسية المغطاة لتعلم فنون رياضة ركوب الخيل بمساعدة مدربين مختصين ، وهناك أيضا قسم الهجن ، ويتكون من مضمار تدريب الطلاب، ومضمار تدريب الهجن ، ومضمار السباق ، حيث يتم تعليم الطلاب وأعضاء الوفود الزائرة على رياضة ركوب الهجن، وإستخدامات عتادها ، والاعتناء بها ، وطريقة حلب النوق وغيرها، كما تشتمل الجزيرة على مرافق : ميدان القوارب الرملية ، والطيران اللاسلكي ، المسبح الأولمبي، الرماية التقليدية ، الصالة الرياضية،  ممشى القرم ، مشروع الطيور المهاجرة ، المناحل ، مشروع تربية الأسماك ، المدبسة لعمل عسل التمر ، محميات المبيت وتكاثر الغزلان والنعام والضبّ ، وغيرها من المرافق التي تسهم في دعم الأنشطة الطلابية والزوار والضيوف ، مثل توفير وحدة للدفاع المدني ، وعيادة متخصصة ، لتحقيق إجراءات السلامة  للجميع  .
 
مشاريع تراثية
 تحاكي مرافق جزيرة السمالية تاريخ الآباء والأجداد وحياتهم  في مجتمع قام على قيم وتقاليد الأصالة والتكاتف ، فإلى جانب سلسلة من البيوت الشعبية تبرز جماليات طرز العمارة المحلية من خلال تصميم بين النوخذة علي بن حسن الرميثي ، ثم تجد بيت العريش، والسوق الشعبية ، والمسجد ، والعديد من الصالات والقاعات والحدائق الموزعة بشكل هندسي خلاّب ، ثم هناك الميادين والساحات والمضامير ، والملاعب الرياضية المخصصة لعروض الألعاب الشعبية ، وعشرات الحظائر والاسطبلات وأقفاص الطيور ، وعدديد السفن والقوارب والمراسي ، وغيرها ، فيما تتخذ مباني الجزيرة ، سمة الطابع القديم ، وبخاصة البيوت المشيدة من مواد مستخرجة من البيئة المحيطة ، وتضم هذه البيوت مفردات وتفاصيل كثيرة مثل (البراجيل ) أو ملاقف الهواء ، وكذلك بيوت العريش المصنوعة من سعف النخيل ، وما تضمه من مناديس ودلال قهوة وجرار فخارية كالخروص والأواني وأدوات منزلية كالحصير والسرود والمكبات والجفاير والسلال ، فضلا عن أراجيح الأطفال المنصوبة قبالة هذه البيوت ، والطوي ( البئر) التي كان الأجداد يسحبون الماء منها ، ومرافق أخرى كثيرة تروي وقائع الحياة اليومية لمجتمع الآباء والأجداد ، بعبارات مستقاة من مفردات الزمن الجميل ، مصنوعة جميعها يدويا من الاسمنت وسعف النخل ، والحبال والجص والفخار والحديد ومواد خام بسيطة تراعي جميعها نقل صورة مطابقة للمرافق القديمة .
 
  علينا أن نتذكر دائما أن جميع  المرافق في الجزيرة وضعت في خدمة النشاطات والملتقيات التي تستقطبها  وبخاصة تلك التي تشرف عليها إدارة الأنشطة ومدرسة الامارات للشراع وإدارة السباقات البحرية  ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، ملتقى السمالية الربيعي الذي يقام  خلال شهر ديسمبر من كل عام ، وملتقى الثريا وغيرها من الملتقيات والتجمعات الطلابية الشبابية للاناث والذكور ، حيث تشهد هذه المرافق وطوال العام نشاطات  متنوعة ومنها الصيد بالصقور والمهن والمشغولات اليدوية المختلفة وتقاليد السنع ، ، الخاصة بحياة الاباء والأجداد الاجتماعية وتقاليدهم المتصلة بالبيئة البرية ، كما تستضيف الواجهة البحرية في الجزيرة تدريبات وسباقات القوارب الشراعية التقليدية والحديثة والتجديف، وصيد الأسماك  ، وورش تعليم الشباب والفتيات على كيفية فلق المحار ، وصناعة شباك الصيد ، وما يصاحبها من رياضات مائية ، وجولات بحرية للتعرف على الحياة البحرية المحيطة بالجزيرة ،  وبذلك  يمكن القول أن جزيرة السمالية نجحت في الجمع بين الماضي والحاضر في إطار تحقيق مفهوم معادلة الأصالة والمعاصرة ، ، حيث هناك العديد من الفعاليات الحديثة مما يتصل بتكنولوجيا العصر ، يمكن للطلبة تعلمها خلال الملتقيات والمهرجانات ، ومن ذلك ما يتصل بشبكة الانترنت ، والأرصاد ، والفلك ، والعلوم والتصوير، والاسعافات الأولية، وكذلك تعلم مهارات في تطوير الذات ، كالصبر والتحمل والانضباط والالتزام السلوكي ، وكيفية تحمل المسؤولية ، من خلال مخيم المبيت في الجزيرة ، حيث يتعلم الشباب كيفية الاعتماد على النفس بعيدا عن  صخب المدينة .
 
 لقد إستشعرت إدارة النادي ، منذ إنشاء جزيرة السمالية وحتى الآن وعبر مشاريع تراثية وثقافية متعددة أن الطلبة لديهم ميول حقيقية نحو الفعاليات والبرامج التراثية والشعبية، ومن هذا المنطلق سعىت إلى استثمار إجازات الطلبة المدرسية  ، لتدخلهم في تجارب تعليمية حقيقية ، عبر تكثيف البرامج وتنويعها على نطاق واسع  ، ويبدو أن النشاطات المدروسة بعناية المقدمة لهم قد نجحت في توثيق العلاقة بين الطلبة وتراث وطنهم، حيث يبدي الجميع  من مشاركين وأولياء أمور فرحهم واستعدادهم للالتحاق بجميع الملتقيات والبرامج التراثية  الموزعة  على مدار العام لاسيما التطبيقية كونها تلامس رغباتهم المتمثلة في تعلم تراث الأجداد ، كما نجحت الجزيرة في أن تكون حلقة الوصل الأهم بين الأسرة الاماراتية ونادي تراث الامارات بمشاريعه المكرسة لخدمة أبنائهم .
 

 
‪+97125581544: هاتف
Samaliyah@ehcl.ae :ايميل

روابط هامة

معلومات الاتصال

  • العنوان :

  • الهاتف : +97124456456

  • فاكس : +97124092200

  • البريد الإلكتروني :

Emirates Heritage Club @ 2017 , All Rights Reserved Design and development by: Smart Vision