ألقى فضيلة الشيخ الدكتور فايز مصطفى سيف مستشار دار الفتوى في لبنان أحد العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله"، مساء أمس في مسرح أبوظبي بمنطقة كاسر الأمواج محاضرة دينية حول "الصيام تهذيب للنفس"، ضمن فعاليات المهرجان الرمضاني الرابع عشر الذي ينظمه نادي تراث الإمارات برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والشركات الراعية والداعمة،
حضر المحاضرة المستشار القانوني للنادي خالد الهاشمي، وسعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة، ومحمد مطر حاضر المهيري مدير إدارة تقنية المعلومات، وأحمد صالح الحميري نائب رئيس اللجنة المشرفة على المهرجان، وعدد من المسؤولين في النادي، وجمهور غفير .
وبدأ الشيخ سيف محاضرته بالتأكيد على أن الصيام باب من أبواب تهذيب النفس، إذ أن من أهم غايات الصيام في شهر رمضان تهذيب النفوس، لما يبنى على ذلك من فضائل جمة يعكسها سلوك الصائم تجاه الخالق وتجاه نفسه وتجاه الأخرين.
وبين أن أسباب تهذيب النفس التقوى التي هي خشية الله، وذلك باستشعار الصائم برقابة الله عليه، يرى ويسمع ما يصدر عنه، ويتلازم هذا الاستشعار بأن الله رقيب بتحقيق قرب الله من عبده الصائم المستشعر به تعالى، موضحا أن كل ذلك يقود إلى تحلي الصائم بالعفو والتسامح وضبط كل فعل يصدر عنه، بل وضبط كل الأفكار التي تدور في خلده، فيمتنع عن التفكير بأي فعل ينطوي على إساءة.
وربط المحاضر بين هذا السلوك الإيجابي المستقيم وبين ما يتحقق لنفس الصائم من صفاء وسعادة تقود إلى تحقيق الشكر لله، وبالتالي بلوغ الرشد الذي أشار إليه تعالى في العديد من آيات كتابه الحكيم المتعلقة بالصيام، إذ أن الوصول إلى مقام الرشد يُكسِب صاحبه السعادة والطمأنينة، ويجعله مصدر خير ، نافعا في سلوكه وتعامله، نظيفا نقيا، لا يحمل الكره ولا البغض ولا الإساءة.
ومع انقضاء ثلث أيام المهرجان الرمضاني الممتد حتى العشرين من شهر رمضان، أعرب اللجنة المشرفة على المهرجان عن عميق شكرها لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الذي وجه بتنظيم هذا المهرجان بما فيه من رعاية لأهل القرآن وحفاظه، الذين استفرغوا جهدهم في ضبطه وإتقانه وإتمام حروفه وأحكامه عبر مسابقة أفضل مرتل للقرآن الكريم التي تطورت بفضل توجيهات سموه لتشمل مختلف الفئات والشرائح المقيمة على أرض الإمارات من مسلمين جدد ومن أصحاب الهمم، ولما فيه من مدّ جسور التواصل مع الجمهور لتعزيز الجانب الثقافيّ والتراثيّ والفكريّ والروحانيّ والمعرفيّ المستمد من فضائل الشهر الكريم، ومقدرة لسموه حرصه الأكيد على رعاية المهرجان وديمومته وتطوره، ومتابعة سموه الموصولة كي يبقى المهرجان جزءاً رئيسا من الحراك الديني الذي تشهده العاصمة أبوظبي.