نظم نادي تراث الإمارات أمس "الخميس" ندوة في مقره بمدينة العين، جاءت بعنوان "عادات وتقاليد رمضان في التراث الإماراتي" تحدث فيها الباحث في التراث الشعبي الإماراتي خالد سليمان الهنداسي، والباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث الدكتور عماد خلف.
وأبانت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي أن تنظيم الندوة جاء في إطار الموسم الثقافي لمركز زايد للدراسات والبحوث للعام الجاري، كما يأتي ضمن أهداف نادي تراث الإمارات، الذي درج منذ تأسيسه على الاحتفاء بشهر رمضان المبارك عبر تنظيم حزمة من الأنشطة والفعاليات والمهرجانات التراثية والثقافية الرمضانية، لاسيما المهرجان الرمضاني السنوي الذي اشتهر به النادي، إضافة إلى النشر والتوثيق من خلال الإصدارات ومجلة "تراث" الشهرية للدراسات التي تستجلي ملامح رمضان من عادات وتقاليد.
من جهته تناول خالد الهنداسي الخصوصية التي يحظى بها شهر رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة وارتباطه بكثير من العادات والتقاليد.
وتحدث الهنداسي عن الاحتفال بـ "حق الليلة" في الكثير من مناطق الإمارات في ليلة النصف من شعبان استبشاراً بقدوم شهر رمضان الفضيل، كما تناول الاستعدادات قديماً لقدوم الشهر منذ وقت مبكر، مثل جمع الحطب، وتجهيز المؤونة مثل القهوة والتمر واللحم المجفف، وتجهيز المساجد، وصنع مصليات أمام البيوت، كما تستعد النساء بتجهيز القدور والأواني.
وبين العادات المرتبطة بتحري هلال رمضان، حيث يكون هناك "شواف" وهو شخص ذو بصر جيد منوط به تحري الهلال، وأوضح أن هناك عدة طرق لإبلاغ الناس برؤية الهلال وبالعيد بحسب البيئة، مثل إطلاق المدافع، أو إشعال ضوء فوق قمم الجبال، وغيرها من الطرق.
وتحدث الهنادسي عن عادات الإفطار، حيث كان كل واحد يخرج مائدته أمام البيت أو عند المصلى من أجل توفير الطعام لعابري الطريق، وأشار إلى أنها من العادات التي لا تزال حية حتى اليوم، كما نوه بعادة الزيارات العائلية بعد صلاة التراويح، والألعاب الشعبية للأطفال التي تستمر أحياناً إلى منتصف الليل.
وعرج على التغييرات التي أدخلتها الحداثة اليوم على المائدة الرمضانية وبعض العادات القديمة، مثل طريقة توزيع زكاة الفطر.
من جهته أشار الدكتور عماد خلف إلى الدور المهم للطقوس الدينية في حياة الإنسان بما فيها الطقس الرمضاني الذي يعمل على تطهير الروح وتنقيتها مما علق بها من شوائب على مدى أحد عشر شهراً، مبيناً أن الصائم ينفض عن نفسه زوائد كثيرة ويتخفف من أعبائه في الشهر الفضيل حيث يأخذ من جسده ويطعم روحه.
وأبان خلف، أن للطقوس الرمضانية وظائف أخرى اجتماعية منها إظهار الهوية الدينية لمعتنقي دين بعينه، والانسجام مع المجتمع، والعمل على تصفير عداد الذنوب والبدء من جديد، هذا إضافة إلى الوظيفة الجمالية الحاضرة في التراتيل الدينية المصاحبة للمناسبات الدينية، وفوق كل ذلك تطهير الروح والسمو بها.
حضر الندوة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، وفاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والإعلام، وبدر الأميري المدير الإداري في المركز، ولطيفة النعيمي مسؤولة النشاط الثقافي، وعدد من الأكاديميين والباحثين وممثلين للجاليات العربية والإسلامية في الدولة.
ونظمت فعالية مصاحبة للندوة تمثلت في معرض مصاحب جسد عادات وتقاليد رمضان في الثقافات العربية والإسلامية بمشاركة دولة الإمارات، والفلبين، ومصر، وبنجلاديش، والمغرب، والسودان.