تأسّس نادي تراث الإمارات في الخامس من سبتمبر عام 1993، وتم إشهاره بموجب المرسوم الأميري رقم 14 لعام 1997، بوصفه هيئة مستقلة تابعة لحكومة أبوظبي، برئاسة المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان حتى وفاته "طيب الله ثراه"، ثم تولى بعدها معالي فلاح محمد الأحبابي رئاسة نادي تراث الإمارات منذ عام 2020.
يعمل النادي وفقاً لإستراتيجية حكومة أبوظبي، مستهدياً بأهدافها التنموية بعيدة المدى، وفي هذا الإطار ينظر النادي إلى التراث بوصفه عنصراً من عناصر التنمية المستدامة تجب العناية به لضمان اتصال المجتمع بجذوره الحضارية، ومن ثمَّ ترسيخ الأساس الذي تبنى عليه ركائز المستقبل.
ووفق هذا المنظور يعمل النادي منذ تأسيسه على استنهاض التراث المادي والمعنوي والبيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفق إستراتيجيات علمية مدروسة، من أجل تحقيق رسالته في جمع، وحفظ، ونشر التراث الإماراتي والتعريف به وسط الأجيال الحديثة، بما يضمن الوصول إلى تأصيل التراث في نفوسهم، والحفاظ على هويتهم الوطنية.
وفي سبيل تحقيق أهدافه الإستراتيجية، يتعاون نادي تراث الإمارات مع عدد كبير من الجهات داخل دولة الإمارات وخارجها لاسيما مراكز الوثائق والدراسات والبحوث، والمؤسسات الثقافية والسياحية والتراثية، هذا فضلاً عن التعاون الوثيق مع المؤسسات التعليمية باعتبارها شريكاً أساسياً في تحقيق رسالته التربوية.
وبوصفها جزءاً من إسهامه في صون التراث، يهتم النادي بتوثيق الروايات الشفاهية وجمعها وحفظها وإتاحتها للباحثين، كما يهتم بالمحافظة على الفنون التراثية عن طريق تنظيم الورش والمسابقات التي تعرف بهذه الفنون للجيل الجديد، والمشاركة بهذه الفنون في المهرجانات والفعاليات التي يؤمها السياح، إضافة إلى ذلك يهتم النادي بالتراث السردي، وبالرياضات التراثية، ويفرد لها مساحة واسعة ضمن برامجه وأنشطته.
ويحرص نادي تراث الإمارات على توفير الفرصة لحملة التراث من أجل نقل معارفهم وتمريرها إلى الأجيال القادمة عن طريق برامجه المصممة لهذا الغرض عبر عدد من الفعاليات التي ظلت تقام بلا انقطاع طوال العقود الثلاثة الماضية، بما يحفظ التراث الثقافي والمادي ويصون استمراريته.