نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، بمقره في البطين أمس "الأربعاء"، ندوة ثقافية بعنوان "نشأة مدينة أبوظبي وتطور العمران في درة المدائن"، تحدث فيها المهندس أسعد حسين العباس، خبير معلومات إدارة البيانات المكانية ببلدية أبوظبي سابقاً، وتناول فيها نشأة المدينة تاريخياً منذ تحديد موقعها لأغراض أمنية واجتماعية واقتصادية عام 1761م، لتكون عاصمة للإمارة بدلاً من المارية بواحة ليوا.
كذلك تحدث المحاضر عن مراحل تطور مدينة أبوظبي خلال العقود الماضية منذ بداية الستينيات وحتى يومنا هذا، مقسماً إياها إلى مرحلة المخاض ما قبل اكتشاف النفط، ثم المرحلة التمهيدية وهي المرحلة التي كلف فيها الشيخ شخبوط "رحمه الله" السير وليام هالكرو وشركاءه، سكوت ويلسون، كيرك باتريك وشركاءه، لتقديم تقرير مساحي وإعداد مخطط هيكلي لمدينة أبوظبي في فبراير1962، ثم مرحلة الولادة 1966-1968 "ارابيكون تكاهاشي"، وهي المرحلة التي تم فيها تعديل تصميم هالكرو، واعتماد المخطط الشبكي والطرق المستقيمة، ثم كان التاريخ المميز 1966/8/6 حين استلم سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" مقاليد حكم إمارة ابوظبي، لتبدأ مرحلة التطور الإداري، وكلف "ارابيكون مهندسون استشاريون" بمشاريع البنية التحتية كافة، من طرق، وخطوط مياه، ومساكن شعبية، ومستشفيات، ومدارس، وجدار للكورنيش، وكادت "ارابيكون" بهذا التكليف تصبح الاستشاري الوحيد لمشاريع البنية التحتية، على أرض جزيرة أبوظبي.
ثم جاءت مرحلة التأسيس العمراني الشامل والتخطيط المنظم بجهد حكومي كامل 1968-1973 دائرة تخطيط المدن، حيث يقول الدكتور عبد الرحمن مخلوف مدير تخطيط المدن بأبوظبي في الفترة من (1968-1976م): مرت مدينة أبوظبي بمراحل، ونرى أن "كل أمورها كانت وليدة تفكير وتدبير، بموازين علمية وعملية وحضارية. كان ذلك في اختيار موقعها، وتحديد مواضع عناصرها، وفي أسلوب تخطيطها وبنائها. ونرى أنها وبكل المقاييس العلمية، كانت على أسس سليمة".
وجاءت بعدها مرحلة التوسع العمراني أفقيا ورأسياً (1976-2007)، وهي المرحلة التي تلت ما قبلها بتعيين المهندس عزمي أبو طالب مديراً لتخطيط المدن، وعينت الحكومة "ديليو كاثر العالمية" لمشروع تحسين الطرق والإشارات الضوئية Trip كما عينت "دبليو.اس اتكنز وشركاه ما وراء البحار" عام 1990 مستشارين، لوضع مخطط تطويري لمدينة أبوظبي الكبرى أفقياً ورأسياً.
بعدها كانت مرحلة التخطيط العمراني الشامل (2007-2030) وهي المرحلة التي تأسس فيها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، لتحديد ملامح الإمارة، وتوفير عوامل التنمية المستدامة، والبنية التحتية، للارتقاء بمستوى وجودة الحياة، وضمان أفضل الممارسات في التخطيط العمراني، وقد تم دمج المجلس مع شؤون البلديات في إدارة موحدة، تعمل حالياً تحت اسم "دائرة التخطيط العمراني والبلديات".
واختتم المهندس المحاضر الندوة بكلمات عبرت عن فكره وتواضعه وحياديته وحبه للأبوظبي، أعطت المحاضرة رونقاً جميلاً عندما قال: "إليك أيتها الجميلة أهدي ربيع عمري، تشرق شمسك كل صباح لأرى فيك صورتي، أنـا وأنت نكبـر كل يوم، أنت تعانقيـن السمــاء وأنــا يعانقني المشيب، إليك وحدك يا مدينة الأمان، يا رفيقة الزمان، ويا درة المدائن، أهدي حكايتي".
حضر الندوة كل من سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، والأستاذة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، والسيد ممد سعيد القدسي المرافق الإعلامي للمغفور له الشيخ زايد، وجمع من موظفي المركز والمهتمين.