نظَّم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات  في مقره بالبطين امس محاضرة بعنوان "الإمارات والبحرين.. علاقات تاريخية وثوابت مشتركة"، قدمها الأستاذ يوسف محمد إسماعيل، مدير إدارة وسائل الإعلام في وزارة شؤون الإعلام بمملكة البحرين.
استهل المحاضر حديثه بالتأكيد على ارتباط دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها إلى عقود طويلة، أسهم في نموها العلاقات الأخوية المتميزة بين القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين، منوهاً بالدور الكبير للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في تطوير العلاقات بين الإمارات والبحرين، وأضاف أن "جميع أهل البحرين كانوا ينظرون إليه كأخ أكبر وقائد عربي تميز بمواقفه المشهودة في الدفاع عن المصالح العربية".
وتطرق المحاضر إلى الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، حيث زار الشيخ زايد "رحمه الله" البحرين في أكتوبر 1967 وكان في استقباله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين آنذاك، واستغرقت الزيارة 4 أيام تعرف خلالها الشيخ زايد على مرافق البحرين المختلفة مثل الميناء والخدمات التجارية وشركة النفط والكهرباء، كما قام الشيخ عيسى بن سلمان بزيارة إلى دولة الإمارات في يونيو 1976.
وتناول المحاضر مساهمة البحرين في دعم العمل التربوي في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن المعلمين في البحرين كانوا يتنافسون من أجل أداء واجبهم في وطنهم الثاني الإمارات، حتى بلغ عددهم في أبوظبي وحدها أكثر من 170 معلماً، حيث كانوا محط تقدير من كافة أبناء الإمارات، كما لعبت البعثة التعليمية البحرينية دوراً مهماً في تقوية وانتشار العمل الكشفي في دولة الإمارات.
وتطرق كذلك إلى المشتركات بين الشعبين في التقاليد والثقافة والاهتمامات، لا سيما في الجانب التراثي، مثل الاهتمام بالخيل الذي يعد أحد المشتركات بينهما، حيث حضر الشيخ زايد "رحمه الله" سباق الخيل الذي أقيم في البحرين عام 1983 وكرم الفائزين.
كما تطرق إلى قيمة التسامح والتشابه بين الشعبين فيه، حيث تعيش في البحرين جنسيات ومذاهب متعددة في وفاق وسلام، كما أن القيادة في البحرين لها جهود كبيرة في دعم التسامح بالمؤتمرات والاجتماعات ومراكز السلام والتعايش السلمي.
وقال إن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح تجربة فريدة، وبتخصيصها عام 2019 للتسامح تكون هي الدولة الأولى والوحيدة التي التي تتبنى مثل هذه المبادرة التي تهدف إلى تأكيد قيمة التسامح، كما أن استحداث وزارة للتسامح هي الأولى من نوعها في المنطقة وعلى  مستوى العالم يدل على ذلك.
حضر المحاضرة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، والأستاذة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، وعدد من الإعلاميين وموظفي النادي والمهتمين.