نادي تراث الإمارات يتوج بجائزة الشارقة الدولية للتراث في الفئة المحلية لحقل أفضل ممارسة لصون عناصر التراث الثقافي
فاز نادي تراث الإمارات، صباح اليوم "الأحد" بجائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، الدورة الثانية 2017-2018، عن الفئة المحلية لحقل أفضل ممارسة لصون عناصر التراث الثقافي، المقدمة من معهد الشارقة للتراث. وتوج صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سعادة سنان أحمد المهيري المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات بنادي تراث الإمارات بالجائزة في حفل أقيم بمعهد الشارقة للتراث. بحضور عدد من مسؤولي النادي ومدراء الادرات والمراكز .
وكان النادي قد شارك في الجائزة بملف شامل عن جهود النادي في صون التراث، مبيناً أولويات النادي ورسالته، وأنشطته التي تصب في صون عناصر التراث المادي والمعنوي، ووضح الملف كيف أن مرافق النادي تدعم صون التراث لكونها بنيت وفق العمارة التراثية للدولة، كما بين دور إصدادرات النادي ومنصاته الإعلامية في تحقيق هدف صيانة التراث منطلقا من مقولة المغفور له الشيخ زايد من لا ماضي له لا حاضر له.كما تضمن الملف شرحا وافيا لشعار النادي والتراث.
وقالت فاطمة المنصوري، مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، ان الفوز بالجائزة هو استحقاق مؤسسي وتتويج لجهود النادي المميزة في حفظ التراث واستدامته، وأكدت أن النادي جدير بالتتويج فهو غني عن التعريف وتزخر مسيرته بالانجازات، لا سيما انه حقق في الفترة الاخيرة قفزات نوعية في صون التراث الثقافي والمادي، وارسى مفهوما مختلفاً لحفظ التراث، فهو يخاطب جميع شرائح المجتمع ولا يعمل كمؤسسة فوقية. وقالت ان النادي يسير بخطى ثابتة وواثقة نحو المستقبل من خلال رؤية ابوظبي ٢٠٣٠، كما يعول النادي على العلاقات الاستراتيجية مع المؤسسات الثقافية والرسمية في الدولة.
وأشارت شمسة الظاهري رئيسة تحرير مجلة تراث التي يصدرها النادي، ان نادي تراث الامارات يعد احد صناع المشهد الثقافي في الدولة ككل، واكبر دليل على ذلك الجائزة التي توج بها اليوم في الشارقة. وقالت انه يمتلك بنية تحتية كاملة لصون التراث ما يؤهله للعب ادوار محورية في الخصوص.
وجاء فوز نادي تراث الإمارات بجائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، تعزيزاً لدوره الرائد في حماية تراث الدولة ومخزونها التاريخي الذي يشكل ملامحها الثقافية الفريدة. وكان النادي قد فاز من قبل بجائزة "شخصية العام الثقافية" في الدورة الخامسة عشرة لجائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي "2005"، التي نظمتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي.
كذلك يأتي الفوز بالجائزة، ليضفي المزيد من التكريم المستحق على قيادة النادي، وعلى رأسها رجل جعل المحافظة على تراث الدولة هدفه الذي سخر له جهده وطاقته، هو سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات الفائز بجائزة رجل التراث العربي 2015 المقدمة من المركز العربي للإعلام السياحي، وهو من حظي باعتراف عالمي لجهوده الجبارة في حقل التراث.
كما عرف عن سمو الشيخ سلطان بن زايد فكره الثاقب، ورؤيته العميقة التي يسير على هديها نادي تراث الإمارات منذ تأسيسه في سبتمبر 1993 وإعلانه هيئة مستقلة تابعة لحكومة أبوظبي ١٩٩٧ بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من أجل إحياء الماضي لاستشراف المستقبل وتحقيق رسالته في نشر وترسيخ التراث وتأهيل الشباب والناشئة ليكونوا أعضاء فاعلين بالمجتمع في إطار ثقافة وتراث دولة الإمارات. ويتبع سموه في رؤيته تلك، ومحبته للتراث، خطى الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فهو المعلم الأكبر الذي أخذ عنه سمو الشيخ سلطان فكره، لجعل التراث الصخرة التي تبنى عليها شخصية الإمارات الثقافية الفريدة، وهويتها المنسوجة من خيوط الأصالة، لتدخل الإمارات إلى المستقبل شريكة في صنعه، وليست عالة على ما ينتجه الآخرون، ولتمضي خطاها بأقدام راسخة لا تجرفها أنواء الحداثة مثلما تفعل بالثقافات الضعيفة.
نادي تراث الإمارات.. أذرع متعددة لهدف واحد
نادي تراث الإمارات مؤسسة عملاقة توازي عظمة الهدف الذي أنشئت من أجله، فهو يضم عدداً من الأذرع التي تختص كل منها بجانب من جوانب تراث الإمارات الثري والمتنوع، فبالإضافة إلى مراكز النادي في أبوظبي والوثبة والعين والسمحة والظفرة؛ نجد ضمن الأقسام التي تتبع له قرية بوذيب العالمية للقدرة الواقعة في منطقة الختم شرق أبوظبي، وتعد من أفضل قرى القدرة على مستوى العالم وهي مخصصة لرياضة التحمل والقدرة. كذلك تتبع للنادي أكاديمية بوذيب للفروسية التي تعمل على تأهيل الفرسان والفارسات من الناشئة وطلبة المدارس نظرياً وعملياً في الفروسية بهدف ضمان استمرار رياضة القدرة من جيل إلى جيل.
وفي الجانب البحثي، يعمل مركز زايد للدراسات والبحوث على العناية بالبحث العلمي في تاريخ وتراث دولة الإمارات خاصة وعلى المستوى الخليجي والعربي عموماً، حيث عمل من أجل ها الهدف منذ إنشائه 1998 باسمه السابق "مركز زايد للتراث والتاريخ". كما يصدر النادي مجلة "تراث" وهي مجلة تراثية ثقافية شهرية تعنى بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي بشقيه المادي والمعنوي، وتعد مطبوعة متخصصة، وتصدر بانتظام لأكثر من عقدين، يسهم في تحريرها كوكبة من الباحثين والكتاب.
أيضاً تتبع للنادي القرية التراثية على كاسر الأمواج بأبوظبي، التي تعمل على إبراز الجانب التراثي للدولة بعرض أنشطتها التي تقدمها للزوار والسياح ممن يتوافدون يومياً عليها، وبنيت مباني القرية وفقاً للعمارة الإماراتية التراثية، كما تضم نماذج بيئات قديمة، ومتاحف، ومحلات تعرض التفاصيل الثقافية التقليدية في الإمارات. وبجانب القرية يقع مسرح أبوظبي التابع للنادي، الذي اضطلع بدوره في إثراء الحركة الثقافية منذ بدء نشاطه في عام 2006 حيث يُعد منذها أحد المسارح الرئيسة في أبوظبي لاسيما أنه يحوي أحدث تقنيات الصوت والإضاءة بالإضافة إلى سعته المناسبة التي تتجاوز 500 مقعد.
كذلك من أهم الأماكن التابعة لنادي تراث الإمارات، جزيرة السمالية شمال شرق أبوظبي، التي تعد محمية طبيعية وسياحية بمبانيها التراثية ومشاريعها الإحيائية، وهي مكان للملتقيات الطلابية والفعاليات الصيفية كل عام. وتقع على الجزيرة وحدة البحوث البيئية التابعة للنادي، التي تعمل على وضع وتنفيذ الخطط والبحوث والبرامج البيئة والإشراف عليها، وإقامة الفعاليات البيئية، بجانب تدريب طلبة الدراسات العليا بالدولة. كذلك توجد مقابلها مدرسة الإمارات للشراع المعنية بالرياضات البحرية وتعليمها، وتنظيم المسابقات البحرية المختلفة.
نشاط لا يهدأ في خدمة التراث
يصعب حصر الأنشطة التي يقوم بها نادي تراث الإمارات، فهي متنوعة وثرية، وتغطي أغلب الجوانب التراثية إن لم يكن كلها، لكون النادي يعد الجهة الرئيسة التي تنظم الأنشطة والبرامج التراثية المتخصصة.
ويأتي على رأس المهرجانات ذات الصدى الواسع التي ينظمها النادي، مهرجان سلطان بن زايد التراثي بسويحان، الذي شهد هذا العام دورته الثانية عشرة، وهو من أعرق وأهم المهرجانات في المنطقة، إذ تحفل أيامه بالفعاليات المختلفة مثل مزاينة الإبل وسباقاتها ومزاينة السلوقي العربي وسباقاته بجانب الفعاليات الشعرية والأسواق التراثية وفرق التراث الإماراتي التي تشارك في كل عام.
ولا يقل أهمية عنه، كأس سلطان بن زايد للقدرة "240 كم" الذي ينظمه النادي في قرية بوذيب العالمية للقدرة كل عام بالتعاون والتنسيق مع اتحاد الإمارات للفروسية وجمعية الخيول العربية الأصيلة ومنظمة الجواد العربي، ويحظى بمشاركة واسعة من إسطبلات الدولة ونجوم القدرة العالميين. وهناك أيضاً مهرجان سلطان بن زايد الدولي الذي ينظم في قرية بوذيب العالمية، ويشمل طيفاً من المسابقات مثل بطولة الشيخ زايد لترويض الخيول، ومسابقة التقاط الأوتاد الدولية، ومسابقة قفز الحواجز للمبتدئين، والفروسية للصغار، ومسابقة جمال الخيول العربية، بجانب ندوات علمية متخصصة وغيرها من الفعاليات.
ومن الفعاليات ذات الأثر في جعل التراث حياً على الدوام ويسري في أورد المجتمع الإماراتي، مهرجان سلطان بن زايد التراثي البحري الذي يحيي التراث الإماراتي البحري الأصيل في نفوس النشء ويربطهم بالحياة البحرية للإماراتيين قديماً.
كما يمثل ملتقى الثريا الصيفي السنوي بجزيرة السمالية فرصة ليتعرف الطلاب عن قرب على هويتهم وإرثهم وخبرات أجدادهم من خلال الورش التدريبية والمناشط المختلفة. ومثله المهرجان التراثي الشهري الذي يقام ليوم واحد منتصف كل شهر بالقرية التراثية وتقدم فيه صور من حضارة الإمارات للسياح والزوار الذين تعج بهم القرية.
وينظم النادي أيضاً بطولة الإمارات للقوارب الشراعية التي تقوم عليها مدرسة الإمارات للشراع، ومهرجان سهيل البحري بجزيرة السمالية وتعرف أنشطته بالعادات والتقاليد الأصيلة من خلال الورش التدريبية والقصص والحكايات التي تغذي في النشء قيم الكرم والشهامة والمروءة، وبطولة الدولة للألعاب الشعبية التي تعمق في نفوس النشء الأدوار التربوية التي تحملها الألعاب الشعبية، ومهرجان السمحة التراثي الذي يهدف للتعريف بإنجازات القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بناء الدولة والإنسان الإماراتي من خلال مسابقاته وألعابه التراثية، بجانب القوافل التراثية التي ينظمها النادي وتجوب الدولة بغرض التعريف بإنجازات القائد المؤسس طيب الله ثراه.
أما المهرجانات الرمضانية السنوية، فينظمها النادي إبرازاً على حرص سمو رئيس النادي على إفشاء القيم الإسلامية السمحة وإظهار فضائل الشهر الكريم، كما تمثل تأكيداً على الاهتمام بالعادات والتقاليد الأصيلة، ومنها تلك المرتبطة بالشهر الفضيل، حيث تنتظم في مراكز النادي الأنشطة الرمضانية من مسابقا ثقافية وتراثية ودورات رياضية وزيارات سياحية إلى جامع الشيخ زايد والقرية التراثية بجانب أسبوع الألعاب الشعبية والألعاب المائية والمعارض.
وتتعدد الأنشطة السنوية لنادي تراث الإمارات في جوانب لا تحصى، تعمل كلها وفق رؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، لتجعل نصب أعين الطاقم العامل بالنادي هدفاً أسمى يتمثل في الحفاظ على الموروث ونقله للأجيال الجديدة كي لا تنقطع عن جذورها وتكون ملمة بعراقة كيانها وعاداتها.