يحتفى نادي تراث الإمارات كعادته كل عام في اليوم العالمي للتراث الذي يصادف اليوم الخميس الثامن عشر من مايو أيار مركزا على الزيارات الطلابية لمختلف المتاحف، لا سيما متاحف النادي المتنوعة، سعيا في جعل الثقافة المتحفية حراكا ثقافيا، ورافدا نوعيا لجهود النادي في المجالات التربوية للنشء الذي يستحوذ على حيز كبير من اهتماماته منذ تأسيسه.
ويجهد النادي في توفير العديد من المرافق التي تعزز هذه الغاية، وفي تسخير الكثير من إمكاناته لنشر هذه الثقافة التي جعلتها رؤى وتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي في صلب آليات العمل التي ينتهجها النادي في خدمة أهدافه في الحفاظ على التراث والاستفادة من مكنوناته.
فمنذ تأسيسه أولى النادي المتاحف اهتماماً كبيراً، تجسيدا لرؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه"، واستجابة لتوجيهات سمو رئيس النادي ومتابعته وتأكيداته على أن المتاحف لم تعد مكانا يحوي مجموعات أثرية أو مقتنيات تاريخية فحسب، بل هي مؤسسات معرفية حضارية يقترن فيها العلم بالترفيه والثقافة بالسياحة. إذ ينبغي أن ينظر إليها باعتبارها تمثل قيمة حضارية ومصدرا معرفيا ومركزا من مراكز الترفيه، فهي إن حسُن توظيفها تُعدُّ منظومة تعليمية وثقافية ورافدا من روافد العلم والمعرفة، وأحد مصادر التعلم التي تتطلبها التربية المتحفية، والمرتبطة بالتربية الحديثة التي تهدف إلى تنمية التفكير العلمي والإبداعي.
ووفَّر النادي مرافق تخدم أهدافه في أكثر من مكان من الأماكن التي تتميز بفرادة موقعها ويُسر الوصول إليها في العاصمة أبوظبي، وأقام متاحفه في قلب هذه الأماكن، ففي القرية التراثية في منطقة كاسر الأَمواج في أَبوظبي هناك "المتحف التراثي" و"المتحف الإِسلامي". وفي مركز زايد للدراسات والبحوث في منطقة البطين في أبوظبي، أقام النادي " معرض الشيخ زايد". ويوفر النادي بعضا من أساليب الراحة والجذب للمرتادين لمتاحفه، مثل مشروبات الضيافة التراثية والمطبوعات التعريفية والإرشادية، وتقديم المعلومات في صورة مشوقة جذابة.
وفي مثل هذا اليوم قبل سنوات، نظم معرض التراث الحضاري لتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون والتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة في أبوظبي والمكتب الإقليمي لليونسكو بدولة قطر، ومشاركات رسمية فاعلة من العديد من متاحف الدولة وهيئاتها الثقافية والتراثية. حيث وفَّر المعرض للزائرين على مدى أشهر فرصة التعرف على مجاميع أثرية متنوعة تمثل فترات حضارية مختلفة من تاريخ المنطقة، ومجموعة كبيرة من المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها في المناطق الأثرية المختلفة في الدولة، تمثل عصورا مختلفة تبدأ من العصر الحجري القديم وحتى الفترة الإسلامية.