نادي تراث الإمارات يختتم ملتقى سهيل البحري
اختتم نادي تراث الإمارات مساء أمس في جزيرة السمالية، فعاليات ملتقى "سهيل البحري" التي كانت انطلقت صباح الجمعة الماضي، في نسخة الملتقى الخامسة، بمشاركة واسعة من طلبة مراكز النادي وشعبة السباحة فيه، وبحضور عدد من المسؤولين والخبراء التراثيين والمشرفين في النادي، إلى جانب أولياء الأمور الذين وفَّر لهم النادي سبل الحضور وسهَّل متابعة أبنائهم خلال الملتقى،
وعاش الطلبة المشاركون على مدى يومين أجواء أهل البحر من الأجداد، فتعرفوا خلال الورش التدريبية التي قدمها لهم خبراء التراث البحري والمدربون بأسلوب جاذب وشيق، على مختلف مفردات التراث البحري الإماراتي ووسائل عيش جيل الآباء والأجداد، تعززت بجولة بحرية على شواطئ أبوظبي، لتعريفهم بما تمثله البيئة البحرية من جانب خصب في الحياة الإماراتية، وقام الطلبة على مدى يومي الملتقى بتطبيقات عملية على مختلف طرق صيد السمك التقليدية مثل "السكار" و"الشب" و"اللفاح" و"الحداق"، وأمضوا ليل يومهم الأول في أجواء من السمر والتعاون في التعرف على أنواع الأسماك التي اصطادوها في نهارهم، وإعداد هذه الأسماك وشوائها لتشكل مائدة تراثية تخللها الكثير من الفقرات الثقافية والتراثية والترفيهية التي أضفاها المسؤولون والمشرفون على الأجواء. كما تم تكريم الطلبة وتتويج الفائزين منهم في مسابقة صيد السمك، إذ أحرز طلبة مركز أبوظبي المركز الأول في صيد أكثر كمية سمك، فيما أحرز طلبة شعبة السباحة المركز الأول في صيد أكبر سمكة حجما.
وأوضح سلطان عبدالله الرميثي مدير مركز السمحة أن النادي دأب على تنظيم هذا الملتقى سنويا منذ خمس سنوات، وغدا من ملتقيات النادي الهامة المدرجة ضمن برنامج فعالياته السنوي الذي يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، حيث يجسد البرنامج استجابة لتوجيهات سموه بالمحافظة على تراث الآباء والأجداد وترسيخ قيم التمسك به، ونشره وتعريف الآخرين به، وتنمية روح المواطنة لدى الناشئة والشباب، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بمفردات التراث البحري الإماراتي وبالمناخ الذي عاش فيه الآباء والأجداد من أهل البحر. كما يركز، كغيره من ملتقيات النادي، على إكساب الطلبة المعرفة بكل ما يتعلق بالتراث وقيمه ومعانيه، والمهارات اللازمة لإتقان المهن والمفردات التراثية، وتهيئتهم ليكونوا كوادر وطنية فاعلة في مستقبل هذا الوطن.
وبين الخبير والمدرب التراثي حثبور كداس الرميثي المشرف على الورش التدريبية أن الطلبة المشاركين يتفاعلون مع ما يقوم به من تقديم الشروحات والعروض الحية المتعلقة برحلات الصيد والغوص التقليدية، وما يلزمها من أدوات، إلى جانب تنفيذ عملية غزل الخيوط وصناعة شباك الصيد منها، وكيفية صناعة "القرقور"، أحد أدوات صيد السمك المصنوعة من الأسلاك المعدنية، إضافة الى عرض أدوات متنوعة يستخدمها أهل البحر في طرق صيدهم التقليدية، والبحارة في رحلات مراكبهم، وبعض الألعاب التي كانت سائدة قديما مثل لعبة "الزقُّوت".
وعبَّر أولياء أمور الطلبة، الذين حضروا فعاليات اليوم الأول من الملتقى،عن تقديرهم الكبير لجهود سمو رئيس النادي في الحفاظ على التراث الوطني، وإيلاء الطلبة الاهتمام بتعريفهم بهذا التراث وتعليمهم مفرداته وربطهم بجذورهم الأصيلة، عبر الملتقيات والفعاليات الممتدة على مدار العام، والتي أثنوا على النادي بحسن تنفيذها، مبينين أنها غدت توازي بأهميتها التعليم المدرسي، وتكمله في جوانب هامة من النواحي التربوية والقيمية، بما يؤصل في نفوس أبنائهم كل القيم الإيجابية التي يختزنها تراثنا، وبما يعزز فيهم حس الانتماء والولاء والاعتزاز بهويتهم الوطنية. والأمر نفسه عكسه الطلبة المشاركون وبينوا بتصريحاتهم صدق ما ذكره أولياء أمورهم، فعبَّر كل من عيسى البلوشي ومطر محمد الحوسني وعلي محمد علاوي وخالد عبد الرحمن البلوشي ومنصور سالم شوق عن سرورهم بالمشاركة في الملتقى الذي فتح لهم آفاقا معرفية وعملية وأكسبهم مهارات لم يتوقعوها من قبل.