شارك نادي تراث الإمارات ممثلاً في سعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، ومسلم العامري الباحث في التراث الشفهي في مركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، في جلسة افتراضية بعنوان «الرياضات التراثية هوية وأصالة»، نظمتها مساء «الاثنين» دائرة الآثار والمتاحف بحكومة رأس الخيمة، وأدارتها أمل إبراهيم النعيمي مديرة مكتب الاتصال المؤسسي في الدائرة.
وقدم سعيد المناعي في الجلسة نبذة تعريفية عن نادي تراث الإمارات، وإنشائه في عام 1993 بتوجيهات سامية من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، قبل أن يتم إشهاره في عام 1997 كهيئة مستقلة تابعة لحكومة أبوظبي، مشيراً إلى أنه ظل منذ ذلك الوقت يقدم عطاءه لجميع فئات المجتمع.
ونوه المناعي بالرؤية المستقبلية والنظرة الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد، حيث استشعر «طيب الله ثراه»الحاجة إلى مؤسسة لحفظ تراث الدولة ونشره بين الأجيال الحديثة والتعريف به في ظل التطور المتسارع الذي كانت تشهده الإمارات.
وتطرق إلى طبيعة النادي من خلال شعبتين تتمثل الأولى في مركز زايد للدراسات والبحوث الذي يمثل الذراع الثقافية للنادي كونه يعنى بالإصدارات والبحوث والنشاط الفكري والمعرفي، فيما تتمثل الشعبة الثانية في الأنشطة الطلابية، حيث ينظم النادي الكثير من البرامج والفعاليات التي تقدم الموروث الإماراتي مثل ملتقيات جزيرة السمالية السنوية، والمبادرات التراثية المختلفة التي ينظمها النادي.
كما تناول المناعي تأثير الرياضات التراثية على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للإماراتقديماً، وضرب مثلاً بالإبل التي كانت صديقة البدوي الذي كان يعتمد عليها في حياته، منوهاً بحكمة المغفور له الشيخ زايد في تأسيس سباقات الهجن بعد أن قل الاهتمام بالإبل بعد البترول، مما جعلها تستعيد مكانتها مرة أخرى، وأضاف أننا اليوم في عهد المهرجانات مثل الظفرة وسويحانوالمرموم وغيرها، مشيراً إلى أن هناك صناعات صغيرة قامت بسبب هذه المهرجانات، إضافة إلى التطور الذي حدث في صناعات أخرى وفي الرياضة والثقافة المتصلة بالإبل.
وفي ما يختص بالفروسية افتخر المناعي بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتضن عدداً من أهم السباقات في العالم، إضافة إلى تنظيم المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي تعرض الإمارات من خلاله للعالم اهتمامها برياضات الصيد والفروسية.
وأشار إلى أن الشيخ زايد والآباء المؤسسين جعلوا التراث حجر أساس، مضيفاً أن الشيخ زايد وضع الأسس لتطور الدولة جنباً إلى جنب العناية بالتراث والرياضات التراثية.
وأكد المناعي أن التراث الإماراتي يستقطب اليوم السياح من مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن مرافق نادي تراث الإمارات مثل القرية التراثية ومعرض الشيخ زايد، تستقبل يومياً أعداداً كبيرة من الوفود السياحية.
كما عرج بالحديث إلى مشاركات نادي تراث الإمارات في برامج منظمة اليونسكو، مثل المخيمات التراثية، وإشراف النادي على 30 مدرسة منتسبة لليونسكو، مشيداً بخبرات المدربين التراثيين والحرفيين في النادي.
وفي منحى آخر، قدم المناعي الدعوة لجميع المؤسسات المهتمة بإحياء التراث والاهتمام بقطاع الشباب من أجل التعاون ووضع إستراتيجية للارتقاء بالعمل الشبابي في مجال التراث، وتغيير منهجية العمل من أجل مواكبة التحديات، مستعرضاً جهود نادي تراث الإمارات المتصلة في تنظيم بطولات الرياضات التراثية والفعاليات والبرامج التي تحقق رسالة النادي.
كما أشاد بنجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في إدراج رياضة الصيد بالصقور في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو.
من جانبه قدم مسلم العامري نبذة عن الأنشطة والرياضات التراثية التي ينظمها النادي، مشيراً إلى أهمية الأنشطة الموجهة إلى الناشئة والشباب في منافسات ترسخ لديهم المعرفة بالتراث والرغبة في الاستزادة منه، مشدداً على أهمية تقديم التراث إليهم بطرق جاذبة.
وأكد أن الرياضات التراثية في الإمارات لا تواجه تهديداً بالاندثار، مشيراً إلى أن هذا الأمر واضح لنادي تراث الإمارات مثلما هو واضح للمؤسسات الأخرى العاملة في حقل التراث.
وتحدث العامري عن بطولة «تحديات الزاجل» للصقارة التي ينظمها نادي تراث الإمارات ويشغل فيها منصب رئيس اللجنة المنظمة، مشيراً إلى أنها وصلت إلى النسخة الثالثة، كما أن بطولة الناشئين وصلت إلي النسخة الثانية، حيث استعرض تجربة إنشاء بطولة مخصصة للنشء تحت 14 سنة والنجاح الذي أصابته، وأهميتها في ترسيخ ثقافة التراث والرياضات التراثية.
واتفق العامري والمناعي على أن هناك إقبالاً كبيراً من الشباب على الرياضات التراثية، لاسيما أن نادي تراث الإمارات يهتم بتوجيههم فيها ويوفر لهم البنية اللازمة لممارستها والحوافز الجاذبة للتنافس فيها.