نظمها مركز زايد للدراسات والبحوث
ندوة للكعبي والوهيبي بعنوان "الإعلام شريك استراتيجي في التنمية"
ندوة للكعبي والوهيبي بعنوان "الإعلام شريك استراتيجي في التنمية"
نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات أمس الأحد في مجلس الشيخ زايد الثقافي في مقره في أبوظبي ندوة بعنوان "الإعلام شريك استراتيجي في التنمية" استضاف فيها الأستاذ حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، والإعلامي في قنوات أبوظبي محمد الوهيبي، بحضور سعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة في النادي، وسعيد عيسى الفلاحي مدير مكتب سمو المدير العام، وفاطمة المنصوري مديرة المركز ، وعدد من المسؤولين في النادي، وجمهور من الحضور ، وذلك في إطار احتفالات النادي باليوم الوطني السابع والأربعين، وبمناسبة "عام زايد".
وبدأ الكعبي الحديث في الندوة، التي أدارها الدكتور حمدان الدرعي رئيس قسم البحوث والدراسات في المركز، منطلقا من الاهتمام المبكر لدى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" بالإعلام وحرصه على تنميته إدراكا من سموه لأهمية الإعلام في التنمية، مشيرا إلى أن صحيفة الاتحاد كانت واحدة من ثمار اهتمام سموه بالإعلام حين أوجدها منذ بدايات تولي سموه الحكم في أبوظبي قبل قيام الاتحاد لتعكس فكره الوحدوي الذي بدأه مذ كان ممثلا للحاكم في العين، وسماها هو باسم صحيفة الاتحاد أملا في أن يحقق حلمه بقيام الاتحاد وإيمانا منه بأهمية هذا الذراع الإعلامي في خدمة حلمه.
واستعرض الكعبي بدايات تأسيس الصحيفة والصعوبات التي واجهتها مسيرتها آنذاك ، والتطور المتسارع الذي أراده سموه لهذه الصحيفة أن يتم، وعزيمة سموه التي وقفت خلف تحول الصحيفة من أسبوعية تتم طباعتها خارج الدولة إلى يومية تطبع في الداخل لتغدو وسيلة رئيسة في تعريف المجتمع بما تشهده مسيرة التنمية من خطط ونقاشات وخطوات تنفيذية، ومنبرا حرا للمواطنين والمقيمين، كل ذلك حرصا من سموه على تفعيل دور الإعلام وجعله شريكا أساسيا في التنمية.
وبين الكعبي أن سموه كان يؤمن بأن الإعلام الحر القادر على توفير المعلومة والمعرفة والثقافة هو عضد هام في إنجاح خطط التنمية، مشيرا إلى أن سموه كان متابعا بشكل يومي للصحف وقارئا لما تنشره في مختلف المجالات، وكان حريصا على تسليم الصحفيين باليد المراسيم الأميرية التي يصدرها، وكان يطلب من الصحفيين أن يكونوا عيونا فاحصة لما يجري في الحياة اليومية، صادقين أمناء في نقل كل الأخطاء وأوجه القصور في المجتمع كي يسارع إلى معالجة ذلك.
وتحدث رئيس تحرير صحيفة الاتحاد عن أن الصحيفة تشهد تطورات مضطردة، منذ تأسيسها قبل خمسة عقود، كي تواكب التطور المتسارع الذي تشهده الدولة، وتحافظ على دورها في خدمة الأجندة الوطنية وأجندة حكومة أبوظبي ، وتظل مواكبة لنبض الوطن، ومعبرة عن تطلعات أبنائه، وعلامة مسجّلة للتميز والنجاح في الأداء الإعلامي، والالتزام الوطني، سواء بسواء، مبينا أن الصحيفة تسعى أن تكون صحيفة العرب كلهم كما أرادها زايد منذ تأسيسها، وموضحا بأن ثمة أجندة لتطوير الصحيفة سيعلن عنها مستقبلا بما يحافظ على مكانتها المميزة ومواكبتها للتطور الذي يشهده الإعلام في الدولة بعامة وفي أبوظبي بخاصة، وموضحا أن هذه الصحيفة تهدف إلى الوصول على الاعتماد على الأخبار الحصرية، وهي تحقق اليوم أعلى نسبة مبيع وتوزيع على مستوى الصحف المحلية في الدولة.
وتحدث الإعلامي محمد الوهيبي عن مدى نجاح الإعلام الوطني في مواكبة التطورات التي يشهدها الإعلام مع الفضاءات المفتوحة للإعلام، مشيرا إلى حيوية الإعلام الوطني والتزامه أن يبقى بناء هادفا يتضمن الحرية الهادفة التي تنقل الصورة الحضارية للدولة وتواكب الدور الكبير الذي تضطلع به الإمارات على مختلف الأصعدة، مؤكدا أن إعلامنا الوطني استطاع أن يواكب كل هذه التطورات ونجح في الاستجابة للتنوع الثقافي الذي تتميز باحتضانه الإمارات، حيث ثمة أكثر من مائتي جنسية تعيش على أرضها تحمل ثقافات متنوعة ولديها لغات متعددة.
كما التقى المتحدثان حول أهمية الإعلام التقليدي، واستبعاد الخشية من منافسة منصات التواصل الاجتماعي له، طالما أن هذه المنصات تفتقر إلى المحتوى وإلى عناصر العمل الإعلامي إلا ما ندر، كما أكدا التزام الإعلام الوطني بالحفاظ على الهوية الوطنية التي تستند إلى التراث، مع ضرورة التنوع في المواد الإعلامية التي تجذب جيل الشباب نحو الاهتمام بالتراث بما يستجيب لتوجهات الدولة وحرصها في التمسك بالموروث الحضاري أصلا للحاضر ونبراسا يساعد في شق طريق المستقبل بأمان وثبات.
وفي ختام الندوة التي شهدت نقاشا من الحضور، كرم سعيد علي المناعي الضيفين، كما أهدتهما فلطمة المنصوري مجموعة من أحدث إصدارات المركز.