ندوة وبرنامج ثقافي في احتفال نادي تراث الإمارات باليوم العالمي للتراث

2022-05-07


نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، أمس «الاثنين» ندوة ضمن برنامج احتفالاته باليوم العالمي للتراث، جاءت بعنوان «جهود دولة الإمارات واليونسكو في حماية وصون التراث الوطني»، أدارها الدكتور محمد الفاتح الباحث في المركز، وتحدث فيها كل من الدكتورة إبتسام سيف الزعابي خبيرة المنظمات الدولية في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بدولة الإمارات، وعائشة الحصان الشامسي مديرة مركز التراث العربي بمعهد الشارقة للتراث، والدكتور عبدالعزيز صلاح سالم رئيس قسم الآثار بكلية الآثار بجامعة القاهرة، وعبدالرحمن النعيمي رئيس قسم مواقع التراث العالمي في دائرة الثقافة والسياحة.
واستهلت فاطمة المنصوري مديرة إدارة مركز زايد للدراسات والبحوث الندوة بالإشارة إلى أنها تأتي تعبيراً عن اهتمام نادي تراث الإمارات بيوم التراث العالمي بوصفه إحدى المؤسسات الرائدة على مستوى الدولة في حفظ التراث الوطني، كما أكدت أن الندوة التي تأتي أيضاً ضمن البرنامج الثقافي للمركز، تهدف إلى التركيز على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال حماية وصون التراث وتسجيله كتراث إنساني عالمي، وتسليط الضوء على طبيعة العلاقات والشراكة التي تربط الإمارات بمنظمة اليونسكو.
من جهتها تناولت الدكتورة إبتسام الزعابي جهود دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى العالمي، ومنها تلك الجهود التي تقوم بها من موقعها في رئاسة اللجنة الدائمة للثقافة العربية التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الأليسكو»، وأيضاً بصفتها شريكاً رئيسياً منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ومن موقع عضويتها في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو».
وأوضحت الزعابي المهام التي تضطلع بها اللجنة الدائمة للثقافة العربية، منوهة إلى أن مشروعها الإستراتيجي يتمثل في تطوير خطة الثقافة العربية للدول الأعضاء في المنظمة، كما أنها تعمل على المستوى المحلي ضمن دورها التنسيقي بين الشركاء المحليين واليونسكو من أجل تسجيل عناصر التراث الثقافي المادي وغير المادي، متناولة المشاريع الجديدة مع اليونسكو لتسجيل عدد من الملفات.
كما تناولت أهمية المشاريع الثقافية التي تقدمت بها دولة الإمارات لليونسكو مثل مشروع إحياء روح الموصل، مشيرة إلى أن الإمارات تعد اليوم أحد أكبر 5 مانحين للمنظمة الدولية.
أما عائشة الشامسي فانطلقت في حديثها عن المشروع الثقافي لإمارة الشارقة من عبارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بمناسبة إطلاق حملة «متحدون مع التراث» التي أطلقتها «اليونسكو» سنة 2017 التي يقول فيها إن «التراث هو المرادف لوحدتنا الإنسانية».
وتحدثت عن إنشاء معهد الشارقة للتراث ومبادراته لصون عناصر التراث الثقافي محلياً وإقليمياً، مسلطة الضوء على فعاليات المعهد التي تأتي على رأسها أيام الشارقة التراثية، وما تمثله من فعالية سنوية للتعريف بعناصر التراث الثقافي الوطني، إلى جانب ملتقى الشارقة الدولي للراوي، وأسابيع التراث الثقافي، وملتقى الحرف التقليدية وغيرها من المبادرات.
كما تناولت الشامسي علاقة إمارة الشارقة باليونسكو التي أشارت إلى أنها ليست جديدة وبدأت من خلال التواصل عبر الورش وبناء القدرات إلى أن تم في ديسمبر الماضي توقيع الاتفاقية الرسمية لاعتماد معهد الشارقة للتراث ضمن مراكز الفئة الثانية تحت مظلة اليونسكو في بناء القدرات والكوادر في الدول العربية.
من جانبه أشاد الدكتور عبدالعزيز صلاح سالم بالتجربة الإماراتية في حماية وصون التراث، قائلاً إنها تجربة فريدة، أوجدت حلاً لمشكلة التوفيق بين التطور والتقدم والمحافظة على التراث الثقافي، مشيراً إلى أنها تعد نموذجاً ملهماً في حماية التراث وصونه، لاسيما التراث المادي، نظراً لتفوق دولة الإمارات في هذا الجانب. كما تحدث الدكتور عبدالعزيز عن المعايير الدولية لإعداد ملف الترشيح في قائمة التراث العالمي، موضحاً أن هناك عشرة معايير للاختيار، وأن المواقع المرشحة يجب أن تكون ذات "قيمة عالمية استثنائية" وتستوفي على الأقل واحداً من تلك المعايير العشرة.
وتحدث الأستاذ عبدالرحمن النعيمي بشكل مفصل عن مراحل تسجيل وإدراج مدينة العين في إمارة أبوظبي كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي في سنة 2011. وأوضح النعيمي أنه تم تسجيل العين في هذه القائمة بناءً على القيمة العالمية الاستثنائية للمدينة، التي تمثل شاهداً حياً على تطور الثقافات وتعاقبها منذ فترة العصر الحجري الحديث، بالإضافة إلى استيفاء المواقع لثلاثة من المعايير الثقافية. وأشار النعيمي إلى أن هناك العديد من العناصر التي تم إدراجها في القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي، بهدف تعزيز جهود الحفاظ على هوية وثقافة شعب الإمارات.
وشهدت الندوة عدداً من المداخلات، من أبرزها مداخلة للدكتور عيسى يوسف مدير إدارة الآثار والتراث المادي بهيئة الشارقة للآثار، ومداخلة للدكتور يحيى محمود أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الإمارات، ومداخلة للدكتور موسى سالم الهواري رئيس قسم تطوير المحتوى التعليمي في دائرة الثقافة والسياحة.
حضر الندوة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، والسيد/ بدر الأميري، المدير الإداري لمركز زايد للدراسات والبحوث، وجمع من الباحثين والأكاديميين والمهتمين.
وضمن البرنامج المصاحب للندوة، نظم مركز زايد للدراسات والبحوث مساء أمس «الاثنين» احتفالية احتضنتها خشبة مسرح أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات، تضمنت العديد من العروض والفقرات التراثية بمشاركة من الجاليات العربية في دولة الإمارات.
شهد الاحتفالية سعادة المستشار إبراهيم الحاج القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة جمهورية السودان في أبوظبي، وسعادة المستشارة عزة محمد عبدالله قنصل سفارة جمهورية السودان بأبوظبي، والمستشار العمالي بالسفارة المصرية حنان محمود شاهين.
وشمل البرنامج عروضاً تراثية وفنية للجاليات حيث قدمت فرقة الأصالة العربية (مصر) عدداً من الأغنيات التي تشيد بدولة الإمارات والقيادة الرشيدة والأخوة والتسامح بين الشعوب، وقدمت فرقة السلوى (السودان) عدداً من الرقصات التراثية من مختلف أرجاء السودان بالإضافة إلى فقرة طقس الزواج السوداني التقليدي، فيما قدمت فرقة محمود الربع (مصر) فقرة رقص التنورة، إلي جانب فقرات لعرض المسحراتي المصري والإماراتي.
وضمن فقرات الاحتفال، تم الإعلان الرسمي عن إطلاق «موسوعة زايد الوطنية»، حيث أوضحت لطيفة النعيمي مسؤولة النشاط الثقافي في مركز زايد للدراسات والبحوث أن يوم التراث العالمي يمثل مناسبة مميزة للإعلان عن إطلاق الموسوعة التي تسترشد بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل».
وأوضحت النعيمي أن الموسوعة ستكون مصورة وستضم عشرين موضوعاً، ووصفتها بأنها موسوعة تراثية تربوية تضم جميع عناصر تراث الإمارات باللغتين العربية والإنجليزية، بدءاً بالأزياء في الإمارات حيث ستسمى أجزاء منها بأسماء أشخاص خدموا الزي الإماراتي.
وافتتح علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في النادي، المعارض المصاحبة للاحتفال، يرافقه المستشار إبراهيم الحاج، والمستشارة عزة محمد عبدالله، والمستشارة حنان شاهين والسيد بدر الأميري، حيث تعرفوا على المعرض التشكيلي للفنانات عليا السويدي وموزة المنصوري ونوال العامري، وتوقفوا عند أعمالهن التي تعبر عن لحظات مختلفة من التراث الإماراتي والبيئة الإماراتية وتوثق لبعض العادات والتقاليد الأصيلة.
كما تعرفوا على ركن مركز أبوظبي النسائي التابع للنادي وما يعرضه من رموز تراثية إماراتية مثل «زهبة العروس» والأزياء، وركن الجالية المصرية الذي عرض نماذج من التراث المصري العريق في حقبه التاريخية المختلفة، والركن السوداني الذي عرض أنواعاً من المشغولات اليدوية التراثية والعطور الشعبية والأدوات الطقسية الخاصة.

.
.
.

استطلاع الرأي

ما رأيك في تصميم موقع نادي تراث الامارات

  • 50% ممتاز
  • 8% جيد جدا
  • 28% جيد
4107
.

روابط هامة

معلومات الاتصال

  • العنوان :

  • الهاتف : +97124456456

  • فاكس : +97124092200

  • البريد الإلكتروني :

Emirates Heritage Club @ 2017 , All Rights Reserved Design and development by: Smart Vision