اختتمت عصر اليوم السبت فعاليات مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الدولي الثاني عشر لركوب القدرة والتحمل، الذي نظمته قرية بوذيب العالمية للقدرة التابعة لنادي تراث الإمارات تحت رعاية سموه، بالتعاون مع اتحاد الإمارات للفروسية وأكاديمية بوذيب للفروسية، وذلك في مضامير القرية بمدينة الختم، خلال الفترة من ١٤ إلى ١٧ فبراير الجاري، بمشاركة واسعة من قبل الفرسان والفارسات وإسطبلات الدولة العامة والخاصة وأندية الفروسية في الدولة.
وتوج الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان والشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان عصر اليوم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى لسباق كأس سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان للقدرة لمسافة 243.15 كلم، المصنف دوليا بثلاثة نجوم.. حيث نال المركز الأول الفارس عبد الله محمد حسن الحمادي من إسطبلات الريف على صهوة الجواد "هيدالجو"، فيما حل في المركز الثاني الفارس راشد أحمد البلوشي من إسطبلات ند الشبا على صهوة الجواد "شاتانس إليوشن"، وحلت في المركز الثالث الفارسة فاطمة جاسم سعيد المري من إسطبلات دباوي على صهوة الجواد "نيران".
كما توج سموهما الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في السباق نفسه وفقا لقوانين بروتوكول بوذيب، حيث انتزع كأس وسيارة وبطولة السباق الفارس راشد أحمد البلوشي من إسطبلات ند الشبا على صهوة الجواد "شاتانس إليوشن".  وحل في المركز الثاني الفارس زكريا إدريس هيلو من إسطبلات ورسان على صهوة الجواد "وهم"، وجاء في المركز الثالث الفارس عرفان علي نواب علي من إسطبلات النصر2 على صهوة الجواد "فلامنجو ديلاي".
كما توج سمو الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان والشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان الفائزين في سباق 121.27 نجمتين دولي مفتوح وفق التصنيف الدولي، حيث فاز بالمركز الأول الفارس محمد جمعة المهيري من إسطبلات دباوي على صهوة الجواد "سالم لا ماجور"، فيما حلت في المركز الثاني الفارسة نوروا سالفو من إسطبلات إم7 للقدرة على صهوة الجواد "إنهواكسدور"، وحل في المركز الثالث الفارس محمد صالح العطاس من إسطبلات المغاوير على صهوة الجواد "كيويو إي مارشادور".
كما توج سموهما الفائزين بالسباق نفسه وفق نظام نقاط بروتوكول بوذيب، حيث فاز بالمركز الأول وسيارة السباق الفارس محمد جمعة المهيري من إسطبلات دباوي على صهوة الجواد "سالم لا ماجور"، فيما حل في المركز الثاني الفارس يعقوب العنيزي من إسطبلات ورسان على صهوة الجواد "أجول"، وحل في المركز الثالث الفارس راشد الكتبي من إسطبلات الشبابي للقدرة على صهوة الجواد "أزهر". كما تأهل اليوم ثمانية وثلاثون فارساً وفارسة في سباق 80.57 نجمة واحدة تاهيلي دولي. كما شهد اليوم الختامي تكريما خاصا لضيوف المهرجان، المتحدثين والمشاركين في المؤتمر الدولي الذي استهل به المهرجان، والجهات الراعية والإعلامية.
وكان قد تم تكريم اليوم المشاركين في السباق التأهيليي للمبتدئين لمسافة عشرة كيلومترات.. وقام كل من السيد محمد مهير المزروعي مدير قرية بوذيب للفروسية، والسيد كيران مدير أكاديمية بوذيب للفروسية بتسليم شهادات شكر وتقدير للطلبة.
حضر فعاليات حفل الختام إلى جانب سموهما سعادة حمود حميد مبارك المنصوري وكيل إدارة أعمال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وسعادة سنان أحمد المهيري المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات بنادي تراث الإمارات، وسعادة عبد الله محمد جابر المحيربي المدير التنفيذي للخدمات المساندة، وسعادة منصور سعيد عمهي المنصوري نائب المدير العام لمركز سلطان بن زايد، وعدد من مديري الإدارات والمسؤولين وجمع من ضيوف المهرجان والمهتمين برياضة القدرة.

سباق تعليمي للناشئة
وكانت قرية بوذيب قد شهدت على هامش السباقات الرئيسة لليوم، ختام السباق التأهيلي لمسافة عشرة كيلومترات لعدد من الناشئة المنتسبين لأكاديمة بوذيب للفروسية، التابعة لنادي تراث الإمارات، وهدف السباق إلى تأهيل المشاركين وتعليمهم أساسيات رياضة ركوب القدرة، وكيفية التعامل مع الخيل، والتناغم مع المسارات الطبيعية، وسيكون أمام الفرسان الذين أنهوا السباق بنجاح الفرصة لخوض السباقات التأهيلية الرسمية بدءا من 40 كلم.. ويعتبر هذا السباق من أساسيات برنامج وعمل أكاديمية بوذيب للفروسية، تنفيذا لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان بتأهيل وإعداد المزيد من الفرسان والفارسات من الناشئة وصغار السن، ليكونوا فرسان المستقبل في إطار المشروع الوطني الذي أطلقته قرية بوذيب منذ إنشائها.

برنامج سياحي جذب المئات
ومع ختام فعاليات المهرجان زار عشرات السياح الأجانب قرية بوذيب العالمية للقدرة للاطلاع والتعرف على فعاليات المهرجان، حيث حرصت اللجنة المنظمة على إعداد برنامج سياحي لهم شمل جولات سياحية متنوعة، منها جولة سياحية في المسارات الطبيعية للتعرف على سباقات القدرة، وجولة في عمق الصحراء للاستمتاع بالطبيعة الصحراوية التي تتميز بها دولة الإمارات، وجولة سياحية أخرى في السوق الشعبي والقرية التراثية للتعرف على عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، إضافة إلى جولة ميدانية للاطلاع على آلية فحص الأحصنة والاهتمام والعناية بها من خلال العيادة البيطرية وتحضيرها للدخول في جولات السباق.
وعبر السياح عن سعادتهم البالغة بما شاهدوه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة والتعرف على العادات الإماراتية، خاصة تجربة ركوب الإبل والأحصنة ونقش الحناء، والتعرف على المشغولات اليدوية والبيوت التراثية ورياضة الصقور. فعبرت الفارسة البريطانية ليندا كلبرتويت القادمة من لندن لحضور فعاليات المهرجان عن دهشتها لما شاهدته من تطور وتقدم تقني في قرية بوذيب، وقالت أن ذلك يفوق ما يجري في بلادها بريطانيا، وأشادت بقوانين بروتوكول بوذيب خاصة المسارات الطبيعية، والأجواء المناسبة للخيل، مشيرة إلى أنها كفارسة ستكون سعيدة بإحضار خيلها العام المقبل للمشاركة في مثل هذه الأجواء، سيما وأن البروتوكول يولي الخيل والفارس اهتماما خاصا، مضيفة أنها سعيدة بوجودها في الصحراء، وقد تعرفت على العديد من المفردات التراثية والتقاليد في الموروث الشعبي الإماراتي.
من جانبها قالت زميلتها سيزن روسي، الفارسة البريطانية أيضا، إنها سعيدة جدا بالتنظيم الرائع للسباق، مشيدة بآلية السباق التي تحرص على صحة الخيل بالدرجة الأولى، وكذلك اتباع الطرق الحديثة من خلال استخدام الشرائح الالكترونية لمتابعة السباق.. وقالت إنها تمارس الفروسية منذ 25 عاما، وإن ما رأته في قرية بوذيب قل مثيله في قرى الفروسية المشابهة، وإنها سعيدة جدا بالقوانين المنظمة للفروسية في هذه القرية التي تضع سلامة الخيل والفرسان في مقدمة أولوياتها، كما عبرت عن إعجابها برؤية فرسان من الناشئة وهم يتدربون على ركوب الخيل وتعلم الفروسية، بإشراف مدربين متمرسين، مما يشكل نموذجا للتدريب.

شكر وتقدير لسلطان بن زايد
وفي ختام المهرجان أكدت اللجنة المنظمة للمهرجان أهمية الدعم الكبير والمتواصل الذي يقدمه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات لرياضة الفروسية بصفة عامة ورياضة القدرة على وجه الخصوص، وهو ما كان له عظيم الأثر في نجاح بروتوكول بوذيب لركوب القدرة والتحمل الذي يعيد رياضة الخيل إلى أصولها، وإلى بناء علاقة بين الحصان والفارس، ويسعى إلى الحفاظ على صحة وسلامة الخيل والفارس، ولفتت اللجنة إلى أن هذا المهرجان يعتبر حدثا عالميا بكل معنى الكلمة لما يحويه من فعاليات مصاحبة وسباقات متنوعة، موضحة أن اللجنة المنظمة للمهرجان عملت مع كوادرها العاملة بجهوزية كاملة لتسطر إنجازا جديدا يضاف إلى إنجازات نادي تراث الإمارات خاصة، ودولة الإمارات عامة؛ في عالم الفروسية.
كما رفع المشاركون رسالة شكر وتقدير إلى راعي المهرجان، معبرين عن تقديرهم لجهود ورعاية وحرص سموه للارتقاء بالفروسية داخل الدولة وخارجها.. وقالوا إن هذا الحرص يعكس ريادة الإمارات في رفع مستوى رياضة الفروسية إلى المواصفات الدولية.. متمنين لسموه الصحة والعافية ومديد العمر ليظل العنوان الأهم والمتناغم في نشر هذه الرياضة وتطورها