" حرّاس التّراث " يواصلون رحلة الآباء والأجداد في السمالية
الأسبوع الرابع لـ " السمالية الصيفي " لنادي تراث الإمارات ونشاطات حافلة ، وتكريم الفائزين بالمهرجان المائي ، وبرامج تجمع بين المعرفة والترفيه .
ما زال المئات من " حرّاس التّراث " من ناشئة وشباب ، يعبرون يوميا بفرح وسعادة غامرة، إلى جزيرة الأحلام ، للمشاركة في برامج الأسبوع الرابع لملتقى السمالية التراثي الصيفي 2017 ، التي ينظمها نادي تراث الإمارات ، تنفيذا لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة ، رئيس نادي تراث الامارات ، من منبع حرص سموه على تقديم منظومة من البرامج التي تنمّي الغرس القيمي والأخلاقي والتربوي ، لدى الطلاب والطالبات من كافة الفئات العمرية ، إلى جانب اهتمام وتوجيهات سموه بأن يحمل هذا المشروع الوطني فعاليات تهدف إلى زرع حب الولاء والانتماء للوطن والقيادة الحكيمة ، وهو ما يتحقق يوميا وبصور مختلفة من خلال الملتقى الذي يستقطب الآلاف من شباب وفتيات الوطن . حيث يعتبر مشروع " السمالية الصيفي" أول مشروع في إمارة أبوظبي منذ عام 1993 ، وأحد أهم مراكز الجذب الحيوية للنشاط الصيفي ، والوجهة الأمثل لاستثمار أوقات الإجازة الصيفية بكل ما هو نافع ومفيد وهادف ، وممارسة الأنشطة التراثية والثقافية والفنية والعلمية والرياضية في إطار فضاء مفتوح ، يفسح المجال للمشاركين للانطلاق والإبداع والابتكار في جزيرة السمالية ، بكل ما تتمتع به من سحر وجمال وطبيعة خلاّبة ومرافق حديثة وإجراءات السلامة العامة .
وشهدت جزيرة السمالية ، ختام " المهرجان المائي " ، الذي نظمته شعبة السباحة بالتعاون مع قسم السباقات البحرية في النادي بمشاركة 50 طالبا ، لمدة 3 أيام ، بعد أن تضمن اليوم الأخير منافسات بطولة قوارب الكياك ، وألعابا شاطئية ترفيهية ، وسباحة بحرية ، ويستفيد السباحون المشاركون في المهرجان من منافسات الكياك في إكتساب اللياقة البدنية ، وتقوية الذراعين والأرجل ، ومن المقرر تشكيل فريق تجديف تقليدي من المميزين في هذه البطولة ، وقد تم الاعلان عن الفائزين في منافسات المهرجان وسيجري تكريمهم في وقت لاحق ، وجاءت النتائج على النحو التالي : فاز بالمركز الأول في بطولة قوارب الكياك يوسف محمد الحمادي ، وفي المركز الثاني كل من : عبد الله محمد الحوسني ، وزايد محمد الحوسني ، وجاء في المركز الثالث كل من خالد حسن الحمادي ، وعلي محمد الحمادي ، أما بطولة كرة الماء ، فقد إنتزع فريق السمالية المركز الأول ، وجاء فريق أبوظبي ثانيا ، وحل فريق مصنوعة في المركز الثالث ، وفي بطولة الألعاب المائية ( التيلماتش ) فقد حصد فريق البراعم المركز الأول .
وعبّر الطالب سلطان المعمري ، الفائز بالمركز الرابع في الكياك ، عن سعادته بالمشاركة في المهرجان المائي، في الفضاء المفتوح للسمالية ، مؤكدا ان بطولات المهرجان إتسمت بالقوة والمنافسة الشريفة ، موجها شكره باسم زملائه لإدارة النادي والمدربين الذين أسهموا بدعمهم في إنجاح المهرجان .
في إطار برنامج " إعرف وطنك " نظم لنحو 60 طالبا من المنتسبين لمركز السمحة للشباب ، زيارة علمية إلى الأرشيف الوطني بأبوظبي ، بإشراف سلطان عبد الله الرمثيي ، مدير المركز ، وشمل برنامج الزيارة ، جولة في قاعة الشيخ زايد للصور والوثائق ، ومشاهدة فيلم وثائقي بتقنية ثلاثية الأبعاد ، عن تاريخ الدولة ، ومتابعة محاضرة بعنوان " الولاء والانتماء والهوية قيم عليا ، واختتمت الجولة بالاطلاع المشاركين على محتويات مكتبة الإمارات ، وهي مكتبة بحثية ومتخصصة ، كما أنها جزء من البرنامج العلمي والبحثي للأرشيف الوطني ، كونها تتيح الفرصة للباحثين والدارسين وطلبة المدارس ، الاستفادة من مجموعاتها الغنية سواء المطبوعة أو الالكترونية منها .
مبادرة صحية وقائية
وفي إطار المحافظة على صحة ولياقة طلبة الملتقى ، إستقطبت السمالية ، مبادرة صحية وقائية ، نفذها فريق طبي في مستشفى يونيفرسال بأبوظبي ، وأوضحت الطبيبة غادة أحمد الشربيني ، أن برنامج المبادرة الذي يستمر إسبوعا في جزيرة السمالية ، يتضمن فحصا شاملا ، لكافة طلبة الملتقى ، وذلك كإجراء وقائي ، مؤكدة أن قسم الأطفال في المستشفى ، سيستقبل الحالات التي تحتاج إلى متابعة وعلاج مجانيا ، وأشادت الشربيني بالتعاون المثمر بين المستشفى وإدارة النادي ، وكافة الكوادر في الجزيرة اللذين وفروا لنا كافة الاحتياجات ، وقدموا التسهيلات لإنجاح المبادرة ، التي تصب في النهاية في مصلحة صحة الطلبة ونشاطهم ولياقتهم .
من ناحيته وصف محمد خليفة المهيري نائب مدير جزيرة السمالية المبادرة بـ النوعية والطيبة " للمحافظة على صحة أبنائنا المشاركين في الحدث ، موجها الشكر باسم إدارة النادي للفريق الطبي الذي حضر خصيصا لدعم الملتقى وطلبته ، في إطار إستراتيجية النادي التي تؤكد على مبدأ الشراكة مع المجتمع المحلي، ونوّه المهيري أن كافة مرافق السمالية، على جاهزية عالية ، وقد وضعت بتصرف ابناء الملتقى والضيوف والزوار والوفود الزائرة للفعاليات .
مخيم الطويلة البحري
وينظم للمشاركين من كافة المنتسبين لمراكز النادي ( مخيم الطويلة البحري ) ويشتمل على جملة من النشاطات منها : الصيد البحري بالطرق التقليدية ، العاب شاطئية ، ألعاب شعبية مضمونها ذات صلة بالبحر ، بالاضافة إلى تنظيم مسابقات في الجري على الشاطئ ، وشدّ الحبل ، وتعلم الطبخ الشعبي ، بهدف تعليم المشاركين الاعتماد على النفس. وفي السياق ينظم مركز السمحة النسائي حفلا خاصا في مقره ، لتكريم الطالبات المتميزات في برامج السمالية الصيفي .
الانتقال من قاعة الدّرس إلى فضاء أرحب ، يتحقق للمشاركين في الملتقى من خلال صقل مهاراتهم في الميادين التراثية ، حيث تتيح لهم التدريبات من قبل مدربين متخصصين التعرف وتعلم قواعد وأصول ممارسة عديد الرياضات التراثية مثل الفروسية والهجن ، والرياضات الحديثة بإشراف مدرسة الإمارات للشراع ، التي تكسب طلاب الملتقى مهارات في رياضة الشراع الحديث والتقليدي والرملي ، والسباحة البحرية ، إلى جانب رحلات السفينة التراثية ، وبرامج أخرى كثيرة ، تتصدرها العادات والتقاليد ، والرحلات والمنافسات الرياضية والمسابقات والنشاطات المجتمعية والمحاضرات التوعوية ، وغيرها ، تحت مظلة هذا المشروع الشبابي الكبير، الهادف أيضا إلى إرساء مفهوم العطاء كتوجه مجتمعي وترسيخ قيمة العطاء والبذل، من خلال مختلف الأنشطة والفعاليات التي تعمل علي تطوير العقليات الطلابية، إذ يستطيعون أن يحددوا رغباتهم وميولهم العلمية و الرياضية والإبداعية، من خلال مشاركتهم المستمرة في الأنشطة أثناء فترة الملتقى ، ليصار بعد ذلك إلى ضمّ المتميزين منهم إلى الفرق المتخصصة في الفروسية والهجن والألعاب الشعبية واليولة ، والسباحة ، والمبارزة بالسيف، والتي تمثل النادي في كافة البطولات والمنافسات التي تقام داخل وخارج الدولة ، والتي ستتواصل نشاطاتها على مدار العام .