المؤلف : د. عبد المالك خلف التميمي
المقاس : 17*24
عدد الصفحات : 322
سنة الطبع : 2000
نوع الطباعة : عادي
السعر : 25 درهم
تسلل الفكر الغربي الإمبريالي إلى المجتمع العربي قبل أن تتغلغل السيطرة العسكرية، فكان ممهداً لها ثم معاضداً لوجودها، والهدف من هذا النشاط إيجاد الظروف المناسبة لدى الشعب العربي، لقبول سياساته، بحيث يحقق أهدافه على أرض سهلة بأقل تضحية وأقصر طريق، لذا كان التبشير بمعناه الشامل وليس فقط الديني بل التبشير بالثقافة الغربية، حيث أقام لذلك المؤسسات التبشيرية لأغراض دينية، ولكنها سرعان ما استغلت واستخدمت لأغراض سياسية.
وقد حدث ذلك في منطقة الخليج العربي في القرن التاسع عشر وهو الوقت الذي اشتد فيه تنافس الدول الغربية على السيطرة على هذه المنطقة، فكان النشاط التبشيري المسيحي هو أول ما تهيأ لمواكبتها والتحالف معها، ولقد تركز هذا النشاط السلمي عن طريق خدمات إنسانية للمواطنين، وتقوم خلالها بدورها الثقافي، وبوجود السيطرة الغربية على هذه المنطقة كان المبشرون يشعرون بأنها المظلة الواقية والحامية لنشاطاتهم.
هذا الكتاب سيحاول الإجابة على مجموعة من الأسئلة تبرز في كيف قامت هذه المؤسسات، وما هي الوسائل التي اتبعتها، ثم ما هي طبيعة النشاط السياسي للمبشرين، ولماذا فشل العمل التبشيري في هذه المنطقة؟ هذه الأسئلة وغيرها يعالجها المؤلف وهو من المؤرخين الجادين الذين دأبوا على استناطق الوثائق والشواهد ومقارنتها وتحليلها واستنتاج النتائج المفيدة منها.