"تراث الإمارات" و"تريندز" ينظمان ندوة تعزيز الأخوة الإنسانية

2023-02-09



نظم نادي تراث الإمارات – مركز زايد للدراسات والبحوث بالتعاون مع مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات ندوة مساء أمس "الاثنين" في مقره بالبطين، بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي اعتمدته الأمم المتحدة في الرابع من فبراير من كل عام، وجاءت الندوة بعنوان "تعزيز الأخوة الإنسانية عالمياً.. البعدين الثقافي والمجتمعي" تحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وسوزان كيبلز الباحثة الرئيسية في المركز الإقليمي للتخطيط التربوي التابع لليونسكو، وأدارت الندوة وردة المنهالي من مركز تريندز للبحوث والاستشارات.

واستهلت الندوة بكلمة للدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لتريندز للبحوث والاستشارات، نوه فيها بأهمية الأخوة الإنسانية وإسهامها في تحقيق التقارب بين الثقافات المختلفة. مؤكداً أن وثيقة الأُخوة الإنسانية، هي دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع البشر، وهو أكثر ما يحتاجه العالم اليوم.

 ودعا العلي إلى إضافة وثيقة الأخوة الإنسانية إلى وثائق حقوق الإنسان الدولية، وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدان الدوليان، للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالنظر إلى ما تضمنته من قيم، تحث على تحقيق الأخوة بين البشر جميعاً.

وأكد العلي أن مركز "تريندز" سينظم المركز مؤتمراً عالمياً في فبراير 2024 بعنوان: "الإسلام والأُخوة.. أثرُ إعلان أبوظبي للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وآفاقُه"، بالتعاون مع المنصة الجامعية لدراسة الإسلام في أوروبا والعالم العربي.

فيما أكدت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث أن الندوة تأتي في إطار التعاون المشترك بين نادي تراث الإمارات ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، احتفاءً بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الدولي، حيث يحرص النادي على الاحتفاء بهذه المناسبة منذ اعتمادها كمبادرة أممية عقب اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي في 4 فبراير 2019 حيث وقعا وثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.

منوهةً إلى أن نادي تراث الإمارات يحرص على التفاعل البناء مع مثل هذه المبادرات وذلك لكونه بحسب طبيعة رسالته شريكاً دائماً في نشر المفاهيم الثقافية وتأصيلها واقتفاء جذورها الحضارية في مجتمع الإمارات، ومن بينها مفاهيم التسامح والأخوة الإنسانية التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع في الإمارات ظل ينمو ويقوى بالرعاية والعناية التي وجهها إليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ضمن رؤيته الفكرية الفريدة في بناء الإنسان بقيم الخير والحق والفضيلة والتعايش والتسامح.

كما أشارت إلى أن جهود دولة الإمارات في نشر ثقافة التعايش والتسامح والاحترام المتبادل، وذلك من خلال تبنّي مشروعات ومبادرات نوعية محلياً وإقليمياً وعالمياً، قد توجت بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية التي تشكل محطة مهمة ومفصلية لنشر مفاهيم السلام والتعايش على الصعيد الدولي، وتعد دليلاً للأجيال القادمة لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل.

من جهته تناول الدكتور رضوان السيد في المحور الأول للندوة الأخوة الإنسانية بوصفها أساساً للتضامن المجتمعي والعالمي في مواجهة التحديات المشتركة، حيث شدد على أن وثيقة الأخوة الإنسانية تقوم على رؤية قيمية وأخلاقية للإسهام في دعم السلام المهدَّد في العالم، وتغيير العلاقات بين الديانات الكبرى من الصراع إلى الحوار والتلاقي، مؤكداً أن ذلك يمثل إكمالاً لسياسات دولة الإمارات وإستراتيجيتها في التسامح والسلام والتعاون والتضامن.

وقال إن من واجب المسلمين تجاه العالم أن يكونوا جزءاً من سلام العالم واستقراره وتقدمه، وإن هذا هو المسعى الرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة التي رعت وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل الالتفات إلى مشكلات العالم الحقيقية، والاسهام في التصدي لها.

وأشار السيد إلى أن الاحتفاء بالذكرى الرابعة لصدور وثيقة الأخوة الانسانية يمثل احتفاء باستراتيجيات الإنصاف والانتصاف لدعم السلام الداخلي والإسهام في سلام العالم وأمنه.

وشدد على أن رجال الدين لا يهدفون إلى الحلول محل المنظمات الدولية، بل إن وثيقة الأخوة الإنسانية تدعو المنظمات وقادة الدول للتعاون من أجل الإنسانية وحياة البشرية، والتدخل الإيجاب في النزاعات والتعاون لحلها بحسب مبادئ الوثيقة.

وفي المحور الثاني تحدثت سوزان كيبلز عن دور المؤسسات التربوية في تعزيز ثقافة الأخوة الإنسانية، وأشارت في هذا الصدد إلى أهمية النظر في التأثير الذي تتسم به المؤسسات التربوية في ما يتعلق بتعليم وترويج مفاهيم وأسس الأخوة الإنسانية، لاسيما أنها تعزز النقل المنهجي للمعرفة والمهارات والقيم الثقافية الضرورية لـترسيخ هذه المفاهيم والأسس.

ونوهت إلى أن في المجال التربوي يرتبط مفهوم الأخوة الإنسانية ارتباطاً وثيقاً بمفاهيم مثل "الكفاءة العالمية" و"المواطنة العالمية" اللذين باتا يحظيان بمكانة متزايدة الأهمية في القطاع التعليمي. موضحة أن هذين المفهومين يمكنان من الانخراط في تفاعلات وتبادلات مفتوحة عبر الثقافات، وهو ما يسهم  في تعزيز مبدأ الأخوة الإنسانية.

وأكدت كيبلز أن المؤسسات التعليمية تتحمل مسؤولية تعزيز المواطنة العالمية والأخوة الإنسانية من خلال تعليم طلبتها أنهم أعضاء في مجتمع عالمي واسع، وبالتالي يتعين عليهم استخدام مهاراتهم وتحصيلهم العلمي للإسهام في هذا المجتمع، وعدتها إحدى الطرائق التي يتم بها تعزيز دور الأخوة الإنسانية على المستوى العالمي من قبل الأمم المتحدة، داعية البلدان إلى دمجها في سياقاتها المحلية من خلال منظومتها التربوية.

واختتمت المتحدثة بالإشارة إلى الفرص المستقبلية التي يتعين على المؤسسات التربوية انتهازها لتعزيز مفاهيم وقيم الأخوة الإنسانية، من بينها عقد شراكات بين المؤسسات التعليمية محلياً ودولياً، وإقامة شراكات عالمية كتلك التي تجمع بين جامعة جورج تاون واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ومجلس حكماء المسلمين، وكذلك تعزيز النقاش حول الأخوة الإنسانية في كل المناسبات والمنتديات المحلية والدولية.

حضر الندوة سعادة علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، وعبدالله الحمادي مدير إدارة المؤتمرات والاتصال الاستراتيجي بمركز تريندز، وبدر الأميري المدير الإداري في مركز زايد للدراسات والبحوث، وسعيد بن علي المناعي المستشار التراثي في نادي تراث الإمارات، ونخبة من الأكاديميين والمهتمين والإعلاميين.

.
.
.

استطلاع الرأي

ما رأيك في تصميم موقع نادي تراث الامارات

  • 50% ممتاز
  • 8% جيد جدا
  • 28% جيد
4107
.

روابط هامة

معلومات الاتصال

  • العنوان :

  • الهاتف : +97124456456

  • فاكس : +97124092200

  • البريد الإلكتروني :

Emirates Heritage Club @ 2017 , All Rights Reserved Design and development by: Smart Vision