نظم نادي تراث الإمارات صباح اليوم "الأربعاء" ضمن الموسم الثقافي لمركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، محاضرة افتراضية بعنوان "الخدمات الكهربائية في إمارات الساحل المتصالح 1933-1971"، قدمتها الدكتورة عائشة سعيد القايدي الباحثة في تاريخ الإمارات، واستعرضت فيها ما تضمنه كتابها "الخدمات الكهربائية في إمارات الساحل المتصالح" الصادر عن الأرشيف الوطني 2017.
شهد المحاضرة سعادة علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، وفاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، وسعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة، وبدر الأميري المدير الإداري بالمركز، وجمع من الباحثين والمهتمين.
وقدمت القايدي في عبر المحاضرة استعراضاً للأساليب التي كانت متبعة في إمارات الساحل لمواجهة الظروف المناخية والبيئية قبل توفر الكهرباء، في مجالات بناء المنازل والتبريد والتخزين، كما استعرضت بعض أنواع المصابيح التي تعمل بالوقود وكانت مستخدمة قبل وصول خدمة الكهرباءز
كما استعانت القايدي بنماذج من الوثائق البريطانية لتتبع تاريخ بداية استخدام الكهرباء في إمارات الساحل المتصالح، مبينة الدوافع التي قادت إلى توفير الكهرباء، ومنها وجود الكهرباء في بعض إمارات الخليج العربي، وإدراك حكام المنطقة ضرورة تطوير الخدمات الأساسية في المنطقة، ورغبة بعض التجار في توفير خدمة الكهرباء نظراً إلى افتقار المنطقة إليها.
وأبانت أن أول مولد كهرباء في المنطقة كان في استراحة مطار الشارقة عام 1933، وأن عدة محاولات جرت لإنشاء شركة للكهرباء في إمارة دبي منذ 1950 حتى تأسيس شركة كهرباء دبي عام 1959، فيما أنشئت أول محطة أهلية للكهرباء في إمارة دبي في عام 1955 لناصر بن عبداللطيف السركال.
واوضحت القايدي أن المحاولات السابقة، وزيادة عدد السكان في المنطقة وزيادة الموارد الاقتصادية وغيرها من التحولات في المنطقة، كانت دوافع أدت إلى اتجاه إمارات الساحل المتصالح لتوفير خدمة الكهرباء، فصدر المرسوم بإنشاء شركة دبي للكهرباء في 1958، وتم تأسيس شركتي الكهرباء في الشارقة، وأبوظبي في عام 1963، ثم في إمارات الساحل الأخرى.
من جهتها أشارت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث أن المحاضرة تأتي كحلقة في برنامج "سلسلة قراءة في إصدارة إماراتية" الذي تشرف عليه موزة الدرعي رئيسة قسم البحوث والدراسات في مركز زايد للدراسات والبحوث، ويهدف إلى تسليط الضوء على الإصدارات الإماراتية وعرض ما تحويه من معلومات وإتاحتها للنقاش.
كما نوهت المنصوري بأهمية استعراض كتاب الدكتورة عائشة القايدي في ظل التطور الذي تشهده دولة الإمارات في مجال الخدمات والبنية التحتية، لاسيما في مجال الطاقة والكهرباء، حتى أصبحت نموذجاً رائداً على مستوى العالم في الاهتمام بهذا المجال الحيوي، حيث توجهت إلى تطوير وتنويع مصادر الطاقة لسد احتياجات التطور الاقتصادي والعمراني، فتبنت برامج إنتاج الطاقة الشمسية، كما أطلقت برنامجها النووي السلمي لإنتاج الكهرباء.