تقرير: مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2018
اسبوع من التميز في حضرة التراث والثقافة والفن في سويحان
اسبوع من التميز في حضرة التراث والثقافة والفن في سويحان
منذ انطلاق فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2018 ، يوم الأحد ٢١ يناير .. تعيش سويحان عرسها التراثي الأهم ، العرس الذي تترقبه كل عام بتطوره وتجدده المعهود، في ظل التوجيهات السديدة والدعم الموصول والمتابعة الحثيثة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، التي تحرص أن يظل المهرجلن واحدا من المنارات التراثية التي ينيرها النادي لتبقى هاديا لعشاق التراث، ومعينا لداعميه، وعباءة عربية تظلل المئات، بل الآلاف من ضيوف الإمارات وزوارها، وكي يبقى النادي بعزيمة المقدام يؤدي رسالته في حفظ الموروث التراثي، وتعريف الأجيال الجديدة بماضي الآباء والأجداد، وجذبهم إلية بشوق.
فقد تواصلت بنجاح، وعلى مدى أسبوع كامل، فعاليات المهرجان بميدان سويحان لتشد اليها انظار عشاق التراث من مواطنين ومقيمين وطلاب وزوار وسياح من داخل الدولة والمنطقة والعالم، حيث افتتح سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات بحضور الشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان والشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان، يوم الأحد في ميدان الأصايل بمدينة سويحان فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان سلطان بن زايد التراثي 2018 الذي ينظمه النادي ومركز سلطان بن زايد وتستمر فعالياته حتى الثالث من شهر فبراير المقبل.
وجاءت رؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في المهرجان معبرة عن كل هذه المعاني حيث يؤكد اهمية التراث ورسالة المهرجان في إيصاله إلى كافة شرائح المجتمع ونقله إلى العالم ضمن رؤية ثقافية ذات صلة بخطاب عقلاني مؤثر تؤكد معادلة الأصالة والمعاصرة اقتداء بما أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه من قواعد وثوابت تعزز فكر الموروث الشعبي وتؤصله في صورة الهوية الوطنية التي نسعى جميعا لأن تكون هي الشعار والهدف والاستراتيجية في كل نشاطاتنا ومنها " مهرجان سلطان بن زايد التراثي في نسخته الجديدة، التي تترجم بامتياز اهتمامات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله " نحو تفعيل وريادة تراثنا وموروثنا حتى يبقى أصيلا ومتواصلا في الذاكرة الجمعية، لا سيما ذاكرة أبنائنا من الجيل الجديد.
واذا كانت المفردة التراثية حاضرة بقوة خلال الأسبوع الاول من المهرجان ، فان عين المراقب لابد ان تتوقف عند مفردات واشكال متنوعة وكثيرة؛ مثل السوق الشعبي وما صاحبه من انتعاش تجاري، وميدان الشعر وبيارقه العالية، والعزب وما يدور في جلساتها من نقاش، والفن عبر الغناء بكل اشكاله الوطنية والعاطفية، وعبر المسرح ورسالته، الامر الذي يؤكد ان رسالة المهرجان لم تتوقف عند حدود التراث رغم اهميته، بل امتدت مع امتداد عطائه ليشمل سطورا اخرى لصالح الفرد والمجتمع وتتجاوز منافعه سويحان لتصل الى باقي مدن الدولة.
فخلال اليوم الاول جاء حفل الافتتاح كرنفاليا، وشددت اللجنة العليا المنظمة على انه بدعم واهتمام ورعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان تشهد ارض سويحان كل عام دورة جديدة من عمر هذا المهرجان الذي ينمو ويتميز ويتطور ويرتقي في اتجاه المسار الصحيح .
سلطان بن زايد والتعليم
إدراكا من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لاهمية للتعليم بجميع مراحله في تنشئة أبناء الوطن وتنمية معارفهم. ، فقد استقبل سموه على هامش المهرجان في قصر ناهل عددا من مدراء وأساتذة الجامعات ومسؤولي التعليم بالدولة، وأكد سموه على دور المدارس والجامعات في تطوير التعليم باعتبارها نموذجا في طرح بيئة جاذبة، وقال إن دور الجامعات والمدارس أساسي في تعزيز المواطنة والهوية، مشددا على أهمية اللغة العربية في هذه العملية. وقال سموه: إنها لغة حية ومعبرة وعنوانا للهوية والوطنية والعروبة وتعزز مفهوم الانتماء للوطن. وحذر سموه من الاعتماد الكامل على اللغات الأخرى وأثرها على الأسرة والمجتمع. وتساءل سموه عن الفلسفة التي تقف وراء التدريس باللغة الانجليزية فقط دون الاهتمام بالعربية .وقال سموه إن على المؤسسات التعليمية الاهتمام بالجانب العملي جنبا إلى جنب مع النظري، والاهتمام بالجانب التراثي، وتمكين أبناء الوطن من نقله وتعليمه للأجيال المقبلة، وكذلك إيلاء الأنشطة الرياضية بمختلف فئاتها جانبا كبيرا من الاهتمام إلى جانب تنمية المهارات الذاتية لدى الطلاب بمخلف أعمارهم .
وقال سموه خلال لقائه وفود وزارة التربية والتعليم وجامعات كل من الإمارات وزايد وأبوظبي والسوربون والشارقة وكليات التقنية العليا وكلية الإمارات للتكنولوجيا، إن للتعليم بجميع مراحله دور أساسي في تنشئة أبناء الوطن وتنمية معارفهم.
وركز سموه على أهمية أن تكون مخرجات التعليم مواكبة للمجتمع وخدمته وان يتخرج الطلاب من الجامعات قادرين على تحمل المسؤولية والنهوض بواجباتهم لا أن تكون مخرجات ضعيفة، وفي هذا الإطار قال سموه:" إننا مع الاستفادة من خبرات الآخرين وتسخيرها لخدمة مخرجات التعليم لكن لابد من الاعتزاز باللغة العربية باعتبارها قضية امة ووطن .وأكد سموه أن العالم في تسابق مع العلم والحضارة والتطور، وعلينا أن لا نتأخر عن الركب وتأسيس النشء بشكل جيد مع ركائز أساسية هي الدين واللغة والعروبة وإتاحة الفرصة لهم للتدرب .
من جانبهم عبر أعضاء الوفد الأكاديمي عن شكرهم لدعوة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لهم للاطلاع على برامج ونشاطات المهرجان.. وقالوا ” تشرفنا بالاستماع إلى توجيهات وملاحظات سموه بشأن التعليم “.. وأكدوا أنهم سيعملون على دراستها وتنفيذها في مؤسساتهم.. مشيرين إلى أن ملاحظات سموه تتضمن أفكارا متطورة ومنهجا تطويريا للتعليم.
سلطان بن زايد والفن
وتأكيدا على دور الفن والدراما والمسرح في خدمة التراث، استقبل سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في قصر سموه بناهل عددا من الفنانين والممثلين الإماراتيين ضيوف المهرجان، وتبادل سموه مع ضيوفه الحديث عن دور الفن والدراما التلفزيونية والمسرح في خدمة المجتمع والتعريف بقيمه وتراثه ، وقال سموه إن على وسائل الإعلام الاهتمام بالفنان والممثل الإماراتي، كما إن على محطات التلفزة تقديم برامج محلية هادفة تخدم الوطن والمواطن، وأن تكون مواكبة لحاجات المواطن وثقافته، وتناسب احتياجاته وتكون ذات معنى وهدف ورسالة.
كما شدد سموه على ضرورة إفساح المجال للفنانين والممثلين ودعمهم وتقديم التسهلات إليهم، وتوفير التدريب والتأهيل لكي يتمكنوا من إبراز مهاراتهم وما لديهم من أفكار صحيحة هادفة مفيدة. ودعا سموه أيضا إلى تقدير الفنان والممثل ماديا ومعنويا، وقال إن على المحطات التلفزيونية والمؤسسات الأخرى وضع خطط استراتيجية طويلة المدى والبناء عليها لعمل مؤسسي مستقبلي لا أن تكون مرتبطة بأشخاص تذهب بذهابهم .
وأكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في حديثة مع ضيوفه الممثلين والفنانين الدكتور حبيب غلوم وهيفاء حسين وأريام وسلطان النيادي ونورة سيف وعلي التميمي ورزيقة الطارش وهاني الغص وحمد الكبيسي وعبد الله بوتعيب والممثلة المصرية نغم.. أكد سموه على أهمية التخصص والنص الجيد، وقال إن الكتاب أساس الثقافة والمعرفة، وإن على الفنان والممثل أن يكون مثقفا مؤهلا كي يقدم ما يخدم الوطن ويفيده.
من جانبهم أعرب الفنانون والممثلون عن عميق شكرهم لسمو الشيخ سلطان بن زايد على إتاحة الفرصة لهم واللقاء به والاطلاع على فعاليات المهرجان، وأكدوا أن رؤى سموه تشكل منهاجا للنهوض بالقطاع الفني بالدولة، وقالوا إن لقاء سموه يشكل دافعا قويا للعمل وبذل المزيد من أجل نهضة فنية إماراتية، وأكدوا أن لقاء سموه بهم أمر مهم لهم، إذ يشعرهم باهتمام القيادة بما يقومون به، ويزيدهم ثقة بالنفس، ويحفزهم على بذل مزيد من العطاء الفني والثقافي، ويدعوهم للاستمرار والنهوض بالحركة الفنية والثقافية في وطننا الكبير. وقد ألقى الممثل علي التميمي قصيدة أمام سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان تعبر عن حب الفنانين وتقديرهم لسموه.
سلطان بن زايد والتواصل الاجتماعي
واستمرارا في اهتمام سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان بكل ما يخدم تراثنا وهويتنا، استقبل سموه بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان في قصر سموه في ناهل بمدينة سويحان عددا من مشاهير ونجوم التواصل الاجتماعي الذين حضروا لمتابعة وتغطية فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2018 .وتبادل سموه مع ضيوفه الحديث حول المهرجان والتطور الذي يشهده عاما بعد عام وأكد أهمية التطوير وتشجيع شباب وشابات الوطن على الاهتمام بتراثهم وتعريفهم وجذبهم اليه ، كما تناول الحديث حول دور وسائل التواصل الاجتماعي مشدداً سموه على ضرورة وضع ركائز سليمة صحيحة لاستخدام هذه الوسائل، بما يضمن زيادة تأثيرها الإيجابي في تعزيز القيم ، والاستخدام الصحيح والهادف والبناء وعدم الالتفات إلى ما هو غير مفيد وغير أخلاقي ، كما دعا سموه رواد وسائل التواصل الاجتماعي إلى الابتعاد عن الأمور الشخصية والإساءات في هذه الوسائل، ورحب سموه بما طرحه المشاهير حول تقديم فقرات تراثية من خلال حسابات النادي للتعريف بالتراث.
وعبر ضيوف سموه من رواد وسائل التواصل الاجتماعي عن شكرهم وتقديرهم لجهود سموه في نشر وحفظ التراث، وأبدوا سعادتهم لإتاحة الفرصة للقاء سموه والاستماع لتوجيهاته، وقالوا إن المهرجان يشهد تطورا ملموسا وغدا واجهة ثقافية تراثية شاملة.
مسابقات المهرجان والتراث
تعتبر مزاينة الإبل العربية الأصيلة هي الفعالية الرئيسة في مهرجان سلطان بن زايد التراثي، وتشهد في كلّ دورة تطوراً وإضافة جديدة بهدف خدمة الملاك وإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد منهم للتنافس الشريف وتحقيق الفائدة، وتشتمل المزاينة في الدورة الجديدة على 32 شوطا من سنّ المفرودة إلى سنّ الحايل.
وبناءً على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان أقرت اللجنة العليا في هذه الدورة فحص الهرومانات للإبل المشاركة بهدف التنافس الشريف والشفافية
وتعتبر مسابقة المحالب من أهم الفعاليات في كل دورة من مهرجانات سلطان بن زايد التراثية لما تحظى به من مشاركة كبيرة ومنافسة قوية بين الملاك سعيا لتشجيعهم على امتلاك أفضل الإبل المنتجة للحليب الذي يعد جزءا أصيلا من تراث دولة الإمارات. وتنقسم مسابقة المحالب إلى خمس فئات تتوزع بين المحليات الأصايل، والخواوير المحليات، والمجاهيم ، والمجاهيم خواوير، والشوط المفتوح.
ومن الواضح ان السلوقي العربي قد نقش اسمه بقوة في تراثنا العربي الأصيل وحافظ على مكانته كمفردة تراثية يتخطى اطارها دوره كرفيق وفيّ وصائد ماهر قادر على مواجهة أشد الظروف البيئية قساوة، حيث أصبح عبر التاريخ جزءاً مهما من مهنة الصيد بالصقور وخير رفيق للصيادين.
السوق الشعبي.. مهرجان موازي
وعلى مدى الاسبوع الاول من المهرجان تواصلت فعاليات السوق الشعبي التي تشكل واحدا من أهم مرافق المهرجان الجاذبة بامتداد عشرات الدكاكين تقدم معروضات تراثية ومنتوجات محلية ومشغولات يدوية متنوعة مثل البخور والعطور والهدايا التذكارية والملبوسات التقليدية والشعبية المتنوعة، إضافة إلى أدوات الإبل ومستلزمات زينتها.
وتوفر السوق أيضا العديد من الأجنحة والأركان التثقيفية التي تعرف بشكل حي على مفردات التراث الوطني ومظاهر حياة الآباء والأجداد، إذ تستقطبهم بيوت العريش، وواجهة البيئة البحرية حيث شباك الصيد وأدوات الغوص عن اللؤلؤ وطريقة صناعة المراكب التراثية، إلى جانب ما توفره السوق من العناصر الترفيهية مثل المقهى الشعبي الذي يزدحم بمتذوقي النخي والهريس ومختلف الحلويات والمشروبات الشعبية، وبيوت الشعر والخيام التراثية التي تقدم لزوار المهرجان واجبات الضيافة من التمر والقهوة العربية وبعض الأكلات الشعبية.
وتنشط المسابقات التراثية المتنوعة في السوق الشعبية بما توفره من إقبال كبير من قبل الجمهور الذي يكتظ به المسرح للإجابة على الأسئلة تصل جوائزها اليومية الى اكثر من ١٥ الف درهم .
ويحظى طلبة المدارس-الذين بلغ عددهم في الايام الثلاثة الاولى من المهرجان فقط أكثر من ١٩٠٠ -بالعديد من جوائز هذه المسابقات النقدية والعينية، حيث خصصت لهم مسابقات صباحية تتناسب مع فترة زياراتهم التي تنحسر في الفترات الصباحية ، فيما خصصت المسابقات المسائية للكبار الذين تزداد نسبة حضورهم مساء، كما تزداد قيمة الجوائز كذلك، إذ تعمل هذه المسابقات على تعزيز المعرفة لدى الزوار بالتراث الوطني وزيادة التمسك بالهوية الوطنية.
المجالس.. والشعر.. وعبق الصحراء
ويظل للمجالس التراثية في مجلس سموه الصباحي وفي " العزب " ضمن المهرجان مكانتها لما تجمعه تحت خيمتها من ملاك للابل وشعراء اماراتيين وخليجيين، وما يناقش خلالها من قضايا تتعلق بالساحة التراثية والشعرية بالإمارات والخليج، والموضوعات التي تهم دول المنطقة.
ولأن الشعر النبطي حامل من حوامل المهرجان الرفيعة، فقد شهدت هذه المجالس خلال الاسبوع الاول من المهرجان طرح مجموعة من القضايا ومنها المسابقة الشعرية الخاصة بمهرجان سلطان بن زايد التراثي، والمحددة في غرض زايد والامارات وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالمهرجان ورسالته التي تتجاوز التراث.
ومن الواضح أن الجانب الشعري في المهرجان، ومن خلال هذه المجالس التراثية، قد أكمل العقد الفريد لمنظومة الفعاليات الأخرى، فأتى الشعر الشعبي مساهما رئيسا في توليفة العطاء السخي للشعراء، ليضيف ذلك إلى مسيرة الشعر النبطي ضمن متوالية النماء الصاعد في جميع المجالات بالامارات.
ومن تابع المجالس التراثية في العزب منذ بدء المهرجان يرى أنها حفلت بمظاهر الفرح طيلة أيام المهرجان، فما أن كانت تعلن أسماء الفائزات من جميلات الأصايل حتى تستقطب المجالس التراثية عددا كبيرا من المهنئين والمشاركين وسط فرحة غامرة تتخللها الأهازيج والأغنيات الشعبية وإلقاء القصائد الشعرية وإقامة الولائم تعبيرا عن كرم الضيافة الإماراتي المعهود.
ويستذكر المشاركون في تلك المجالس التي تشكل جانبا من ثقافة الصحراء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" راعي التراث الأول وصاحب الأيادي البيضاء الذي كرس رياضة الهجن في الدولة وعمل على تشجيع المواطنين على إحيائها وتواصلها عبر الأجيال.
وكانت المجالس التراثية وستظل في المهرجان ملتقى للأجيال من كافة إمارات الدولة والخليج، إذ تجمع الآباء والأبناء، وتشكل في المنظور المحلي جانبا مهما من فعاليات المهرجان، الى جانب ما تمثله من ملمح ثقافي لا تخطئه عين الزائر لسويحان، إذ رغم تنوع فعاليات المهرجان الا انه لابد للزائر ان يتوقف مع مشهد تراثي جميل ورائحة زكية طيبة ومعهما فرح بالفوز وبهجة بالجائزة والتتويج. أما المشهد فهو وضع الزعفران على رقبة الابل الثلاثة الاولى الفائزة تكريما واحتفاء بها، اما الرائحة الزكية فهي التي تنبعث من الزعفران ذاته والتي تغطي المكان كله. فالزعفران هو بحق سيد المفردة التراثية بلا منازع ويبقى بلونه ورائحته الزكية مرتبطاً دائماً بالفرح والبهجة والفوز والانتصار، ويقبل على اقتنائه كل من جعل التراث رفيقاً والابل طريقاً. فقد اقترن اسمه باستمرار برياضات الابل خاصة المزاينات، وتعود فكرة استخدامه الى ماضي الاباء والاجداد حيث كانوا يحرصون على تكريم الابل الفائزة بوضعه على رقبتها التي تتخذ بعد ذلك لونا أرجوانيا بديعا ليصبح بذلك تقليداً يحرص الجميع على التمسك به .
الفن في خدمة التراث
ولان للفن رسالته ودوره في تعزيز الهوية والتمسك بالقيم والمبادئ السامية الى جانب التثقيف والترفيه والتسلية، فان ليالي سويحان التي تحفل بالفن والمسرح تحاول ربط التراث بالحاضر ونقل عادات وتقاليد وتوعية الجيل الجديد بأسلوب شيق. فقد شهد مساء الخميس عرضا لمسرحية " علوم بوغنوم " وهي عبارة عن "اسكتش مسرحي" يدور حول فكرة تضمير الأبل واختيار الشخص المناسب والذي لديه خبرة في عملية التضمير. وفي السياق الفني ذاته وفي اطار ليالي سويحان أيضاً كان الجمهور على موعد مع صفحة فنية أخرى جاءت سطورها عبر حفل غنائي أحيته مساء الجمعة الفنانتان اريام وعريب .
الإعلام العربي والدولي.. حضور واهتمام
وفي ضوء ما شهدته سويحان من فعاليات وانشطة جاءت تغطية الاعلام المحلي والعربي والدولي قوية ومكثفة للمهرجان ، واكدت اهميته بالنسبة للمواطنين والعرب والاجانب المقيمن بالإمارات والسائحين والزوار من مختلف انحاء العالم ونقلت معظم المحطات التلفزيونية افتتاحه على الهواء مباشرة . فمن جانبها اصدرت جريدة الاتحاد بالتعاون مع نادي تراث الامارات ومركز سلطان بن زايد ملحقا خاصا حول المهرجان تضمن كلمة سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات التي اكد خلالها اهمية التراث ورسالة المهرجان في إيصاله إلى كافة شرائح المجتمع، ونقله إلى العالم ضمن رؤية ثقافية شاملة .
كما ابرزت صحف الاتحاد والبيان والخليج والرؤية والامارات والوطن والفجر الانشطة المختلفة التي جرت خلال الاسبوع الماضي ومنها مسابقة المحالب والسوق الشعبية والمسابقة الشعرية وليالي سويحان والكثير من الانشطة الثقافية والفنية والتراثية التي تجذب اهتمام المواطنين والمقيمين العرب والاجانب .
ومن جانبها تنقل قناة ابوظبي الرياضية الثانية منذ لحظة الافتتاح فعاليات المهرجان مباشرة، فيما تقوم قنوات "ابوظبي للإعلام " الاخرى بتقديم فقرات حوله ومنها برنامج "صباح الدار"، واجرت قنوات اخرى مثل الحرة وروسيا اليوم والغد العربي وبي بي سي العربية اضافة الى قنوات محلية كالظفرة والواحة عدة لقاءات وأعدت تقارير منوعة تناولت اهمية المهرجان ورسالته في تعريف الاجيال الحالية بماضي الاباء والاجداد . كما أعدت عدة قنوات برامج خاصة بالمهرجان تناولت الانشطة التي يقدمها ودوره في التعريف بالتراث وصونه والمحافظة عليه في إطار التقاليد والنهج الذي يتبناه نادي تراث الامارات في ترسيخ ثوابت الهوية الوطنية