واصل نادي تراث الإمارات حضوره المميز في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2018، وذلك عبر ما يشهده جناح النادي الذي يشرف عليه مركز زايد للدراسات والبحوث، من حراك ثقافي نوعي حيث شهد الجناح مساء أمس أمسية شعرية تضمنت قراءات شعرية ونقدية في ديوان الشاعر جزا الحربي، أحدث إصدارات المركز الشعرية، شارك فيها عدد من الشعراء والنقاد، إلى جانب ما حفل به الجناح منذ الصباح بزيارات لعدد كبير من المسؤولين والأدباء والإعلاميين والمثقفين والباحثين.
فقد حظي جناح النادي بتفقد وزيارة عدد كبير من المسؤولين ومئات الزوار والمهتمين، والإعلاميين والمثقفين، وعلى رأسهم معالي معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم الذي أعرب عن تقديره لدور النادي في المحافظة على التراث الآباء والاجداد مؤكدا على الحرص على استمرار التعاون مع النادي بما يخدم العملية التعليمية، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة الذي أعرب عن تقديره للدور الكبير لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في المحافظة على تراث الآباء والأجداد ،  وسعادة محمد سالم الظاهري مستشار رئيس دائرة التعليم والمعرفة.
في جلسة القراءات الشعرية للشاعر جزاء بن صالح الحربي، التي أدارتها الأستاذة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، وتحدثت فيها عن أهمية الشعر بوصفه سجلاً تاريخياً وذاكرة للإنسان العربي في فترات كان التدوين فيها ضعيفاً، وحضرها لفيف من الشعراء والنقاد والمثقفين، قدم الدكتور إبراهيم ملحم نبذة عن الحربي شملت حياته ومراحل تطوره وأغراضه الشعرية، وقال إن موهبته الفريدة، وجزالة شعره وملامسته لقضايا الإنسان، منحته شعبية أوصلته للقارئ العربي لاسيما في دول الخليج.
ثم تحدث الشاعر محمد بن يعروف المنصوري، وقال إن القصيدة قديماً كانت مرتبطة دائماً بقصة معينة، إلا أن الحربي جنح إلى كتابة القصائد من دون أن تكون لها قصة مرتبطة بها، وأرجع بن يعروف هذا الأمر إلى معاصرة الحربي لحقبة ظهور الإذاعة، وهي فترة قال إنها شكلت مرحلة تحول من البداوة الكاملة. كما اشار بن يعروف إلى أن منهج الحربي الشعري قام على وصف البيئة والمناطق الطبيعية وتفاصيلها، مشيرا إلى أن نشر الشعر النبطي خارج جغرافيته مدعاة لإثراء الثقافة العربية المشتركة.
وتحدث أيضاً في الجلسة، الشاعر والناقد محمد نور الدين الذي قال إن الحربي يتميز بأساليبه الشعرية الخاصة وتركيباته اللغوية، مؤكداً أن الديوان يمثل نقلة نوعية في إصدارات نادي تراث الإمارات ،متمنياً أن يتوسع النادي في مثل هذا النوع من المطبوعات التي توثق وتجمع إرث الشعراء.
وختمت الجلسة بقراءات شعرية من ديوان الحربي قدمها كل من الدكتور إبراهيم ملحم والشاعر محمد بن يعروف، الذي قرأ  كذلك قراءات من أشعاره نفسه، كما شارك الشاعر محمد نور الدين بقراءات أيضاً للشاعر الحربي.
وكان سعود الدرمكي نجل الشاعر محمد بن سلطان الدرمكي قد تحدث عن والده وشعره، مبيناً اهتمامه بالتراث وهو ما ظهر في مسيرته الشعرية. ثم قرأ على الحضور عدداً من قصائد والده التي احتواها ديوانه الذي تبنى إصداره نادي تراث الإمارات.