مثّل جناح نادي تراث الإمارات في فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الظفرة، حلقة جديدة في سلسلة مشاركات النادي التي ظلت تزين الفعاليات الرياضية والثقافية والاجتماعية في إمارة أبوظبي بشكل خاص، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، بل وتمتد إلى النطاق الإقليمي في بعض المناسبات، وهي المشاركات التي ظل عنوانها الرئيس هو إبراز التراث الإماراتي والتعريف به وحفظه بالحضور الدائم في المناسبات المختلفة، ليتخذ مكانه المستحق في واجهة الثقافة الإماراتية بوصفه عماداً للهوية الوطنية.
جاءت مشاركة النادي في الدورة السادسة عشرة من مهرجان الظفرة، ضمن "سوق الظفرة التراثي" الذي صاحب مزاينة مدينة زايد، بدءاً من 9 يناير المنصرم، ثم تواصلت المشاركة ضمن مزاينة الظفرة حتى ختامها في الثاني من فبراير. وشكل جناح النادي طيلة هذه الفترة نقطة جذب التقت عندها ثقافات متعددة كان الجناح بالنسبة إليها عنواناً مهماً للتعرف عن قرب على التراث الإماراتي.
وضم جناح النادي ورشة حية لصناعة وزخرفة السيوف والخناجر بالطريقة التراثية القديمة، أبانت مهارة وحرفية الصانع الإماراتي وقدرته على تشكيل المعادن بحس فني عال وإتقان كامل.
فيما بينت ورشة صناعة الفخار مدى مهارة الإماراتيين في تشكيل مواد البيئة لصناعة الأدوات اليومية والمواعين التي يحتاجونها في معاشهم. بينما عرّفت ورشة الطواشة بالغوص على اللؤلؤ والأدوات التي استخدمت قديماً لاستخراجه والتجارة به بوصفه كان من أعمدة الاقتصاد في المنطقة، إضافة إلى ما قدمه ركن مركز زايد للدراسات والبحوث عبر معرض لإصدارات النادي من توثيق للتراث والتاريخ والثقافة والشعر الشعبي وإتاحة كل ذلك لمن يبحث في التراث الإماراتي.
وأكد راشد محمد القبيسي مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في نادي تراث الإمارات، أن المشاركة في مهرجان الظفرة هي في إطار حرص نادي تراث الإمارات الدائم على حضور التراث الإماراتي في مختلف المحافل والمناسبات، لاسيما التي يرتادها عدد كبير من الزوار والسياح من مختلف الثقافات والدول، مما يتيح فرصة للتبادل الثقافي مع الشعوب الأخرى وتعريفها ببعض الملامح من حضارة تراث دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح القبيسي أن جناح نادي تراث الإمارات في المهرجان أسهم بشكل كبير في التعريف بحضارة وتراث دولة الإمارات، حيث حظي بعدد كبير من الزوار الذين أتيحت لهم الفرصة للتعرف على تجارب حية من التراث الإماراتي عبر الورش في الجناح، وهو ما أسهم في حوار الثقافات مع عدد كبير منهم الذين حرصوا على الاستفسار عن تفاصيل ما يرونه أمامهم.
وكان الجناح حظي أيضاً بزيارات من شخصيات بارزة، منها سعادة شون ميرفي القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة، وسعادة راشد عبدالكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي، وسعادة الدكتور محمد راشد الهاملي مدير عام هيئة أبوظبي للإسكان، وسعادة مريم مسلم المزروعي مديرة دائرة خدمة المجتمع في مؤسسة التنمية الأسرية.
وأشاد راشد القبيسي مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في النادي، بلجنة إدارة المهرجانات والبرامج التراثية والثقافية أبوظبي، وجهودها الكبيرة التي تقوم بها في خدمة تراث دولة الإمارات وحضارتها وهويتها الوطنية، مشيراً إلى حرص النادي على أداء دوره التراثي ومسؤوليته الاجتماعية والوطنية على الوجه الأكمل، سواء أكان في الفعاليات التي ينظمها، أم باستدامة المشاركات في مختلف الفعاليات التراثية التي تنظم في الدولة.
وأشار القبيسي إلى أن جناح النادي لم يقتصر فقط على الورش الحية في الجناح، بل تعدى ذلك إلى إثراء الجانب الثقافي للمهرجان، حيث نظم في مجلس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في المهرجان، جلسة حوارية بعنوان «الإبل في الثقافة والرعاية الإماراتية.. قراءة في المبادرات والإنجازات» تحدثت فيها أسماء عبدي محمد مديرة المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل بهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وناصر خليل المنصوري المحلل في الهيئة، والتيجاني أحمد الاختصاصي في الهيئة، وحضرتها فاطمة المنصوري مديرة إدارة مركز زايد للدراسات والبحوث، وشخصه، وبدر الأميري المدير الإداري في المركز، وعدد من ملاك الإبل والمهتمين.
وأكد القبيسي أن النادي في مشاركاته المختلفة سيظل حريصاً على التعريف بالحضارة والتراث الإماراتي، بوصفه مستودعاً للمعارف التراثية ومؤسسة لها أهداف محددة في هذا الصدد، مشيراً إلى أن المشاركات هي في الوقت نفسه فرصة لترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الشباب والناشئة الحاضرين في الفعاليات والمناسبات المختلفة.