توَّج الشيخ حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ زايد بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان اليوم الجمعة في قرية بوذيب العالمية للقدرة بمنطقة الختم الفائزين في منافسات اليوم الثاني من سباقات مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لركوب القدرة والتحمل في دورته الثانية عشرة التي تختتم  مساء غد السبت، والذي تنظمه القرية التابعة لنادي تراث الإمارات  برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وذلك بالتعاون مع اتحاد الإمارات للفروسية، وبمشاركة عشرات الفرسان والفارسات من عدد كبير من اسطبلات الدولة العامة والخاصة. وشارك سموهما في سباق تعليمي للفروسية  على هامش فعاليات المهرجان.
وقام الشيخ حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ زايد بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان بتكريم الفائزين في سباق الخيول ذات الملكية الخاصة للقدرة لمسافة 101.01 كيلومترا، وذلك بحضور سعادة سنان أحمد المهيري المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات في النادي، حيث توج سموهما الفارسة آنا سيسيليا بطلة لسباق كأس سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان للخيول ذات الملكية الخاصة لمسافة 101.01 كيلومترا من اسطبلات فيصل بن زعل  على صهوة الجواد أوران بارك، فيما جاءت في المركز الثاني الفارسة مارجيكي فيسر من اسطبلات عبدالله أمين على صهوة الجواد كاستلبر ، فيما حل ثالثا الفارس جوناتان لوبيز  من اسطبلات الكمدة على صهوة الجواد ريانا راهانا


تكريم طلاب الأكاديمية في التأهيلي  40.28
وكرم سموهما الفرسان المشاركين في سباق جولة طلاب أكاديمية بوذيب للفروسية، حيث كان سموهما قد شاركا بعد ظهر اليوم الجمعة في سباق هذه الجولة التي أقيمت على هامش فعاليات الكأس ، وبمشاركة عدد من فرسان الأكاديمية، حيث تُعد تأهيليات بوذيب منفذا رئيسا لمثل هذه السباقات، إذ تضطلع الأكاديمية بتأهيل فرسان ترفد بهم فروسية الإمارات بدماء جديدة، فيما يهدف هذا السباق التدريبي إلى تعليم المشاركين على كيفية التعامل مع سباقات القدرة وفقا لقوانين بروتوكول بوذيب. والتعرف على أسلوب التعامل مع المسارات الطبيعية، واكتساب المزيد من الخبرة في التعامل مع خيل السباقات وطرق المحافظة عليها.

الجولة الثانية لمنافسات كأس المهرجان
وكان الشوط الأول من المرحلة الثانية لمسافة 80.84 كم من السباق  المفتوح للقدرة لمسافة 243.15 المصنف دوليا بثلاث نجوم قد أنطلق بمشاركة 24 فارسا وفارسة من أصل 34 مشاركا خاضوا منافسات المرحلة الأولى. وواصل الفارس عبدالله محمد حسن الحمادي تصدر انطلاقة المتنافسين في هذا الشوط ليكون من أقوى المنافسين على كأس المهرجان.
وعبرت الفارسة آنا سيسيليا الفائزة ببطولة سباق الملكية الخاصة عن سعادتها بإحراز اللقب ، ووصفت المهرجان بالاحتفالية الرياضية للقدرة، نظرا لما تتمتع به من تنوع في الخبرات وقوة التنافس والتحدي بين نخبة من أقوى فرسان القدرة خاصة في ظل برتوكول بوذيب التي تهتم بالخيل والفارس وتجري في مسارات طبيعية .. ووجهت الشكر الى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على دعمه للمشاركين ولرياضة القدرة والعمل على تطويرها.. وقالت ان ما لمسناه من دعم واهتمام قد ساهم في تقديم منافسة لا تقل أهمية وإثارة عن المنافسات العالمية على كافة المستويات.

مهرجان تراثي مصاحب
تتزين قرية بوذيب العالمية للقدرة كعادتها في استضافة إي من فعاليات الفروسية، من خلال تجهيز كافة مرافق القرية، لا سيما القرية التراثية المصغرة التابعة للنادي، المقامة على هامش السباق، وتشمل ركنا لإصدارات مركز زايد للدراسات والبحوث من الكتب المتعلقة بالفروسية وبالخيل والإصدارات الحديثة، إضافة إلى صور نادرة لأول سباق خيل أمر به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وكان قد تم في قلعة الجاهلي عام 1961، كما شملت القرية التراثية بيوت كل من: الشعر، واليواني، والبحر، والواحات، والحظيرة، والمقهى الشعبي، وخيمة الأكلات الشعبية والضيافة، إلى جانب دكاكين منتجات الحرف اليدوية والتقليدية، ومنتجات الأمهات من الحرف اليدوية، وقد زارها اليوم عدد كبير من السياح الأجانب الذين أمضوا وقتا فريدا بين أركانها، وتابعوا بشغف جانبا كبيرا من فعاليات السباق، فيما أمها طيلة أيام المهرجان المنصرمة مختلف زوار المهرجان.

مختصون دوليون يشيدون ببروتوكول بوذيب
أشاد الحكام والمشرفون والمندوبون الدوليون للمهرجان ببروتوكول بوذيب الذي يهدف إلى الحفاظ على صحة وسلامة الخيل والفارس معا، وبالمؤتمر الذي استهل به المهرجان فعالياته وما خرج به من توصيات ترمي إلى الارتقاء والتطوير برياضة ركوب القدرة والتحمل بعد أن حقق البرتوكول نجاحات مهمة.
فوصف كريستيان روزانو، رئيس المشرفين، بروتوكول بوذيب بأنه "تجربة خلاقة ومهمة للحفاظ على أخلاقيات الفروسية". وقال إن المعايير التي يقوم عليها البروتوكول تسعى للحفاظ على الخيول في المقام الأول، بجانب تأصيل مفهوم الفروسية لدى المتسابقين. وأشاد روزانو بالعمل الدقيق الذي تقوم به اللجنة البيطرية التي قال إنها "تعمل وفق نسق علمي دقيق بما يضمن تنفيذ نقاط البروتوكول". كما أشاد بالمسارات الطبيعية في قرية بوذيب العالمية للقدرة.
وقال كريستيان إن تجربة البروتوكول يمكن أن تطبق في دول أخرى من العالم، موضحاً: "هناك قلق دولي بشأن صحة الخيول بناء على التقارير التي تسجل أرقاماً مؤسفة بعدد الإصابات والوفيات".
وأجمع الأطباء البيطريون؛ الإماراتية د. رولا شعبان، الأردني د. عاصم الحطيني، والمصري د. حافظ إبراهيم على أن البروتوكول خفف الإصابات والكسور التي كنا نراها من قبل في السباقات، بل أخفاها، وجعل الخيول أهدأ مما كانت عليه، الأمر الذي منح الفرسان تحكماً أكثر في الخيل، وهو بمعاييره وبمسارات السباق الطبيعية التي يوفرها للمتنافسين إنما  يعمل على العودة بهذه الرياضة إلى سابق عهدها، وإلى المحافظة على صحة الخيل والفارس والتنافس الشريف، وتعزيز  الترابط والصداقة بين الفارس والجواد.
ووجه عضو اللجنة البيطرية الأردني د.أنس الحسن الشكر والتقدير لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لاهتمامه بتطوير رياضة ركوب القدرة وفق المواصفات والقوانين، وقال : إن مثل هذا الأمر معروف عن سموه ونابع من حبه لهذه الرياضة واهتمامه الشخصي بتطويرها والارتقاء بها بما ينسجم مع مكانتها الرفيعة التي تحققت لها على المستوى الدولي ، وعبر الحسن عن إعجابه بحماسة الفرسان والفارسات نحو استكمال إجراءات الفحص البيطري والالتزام ببنود السرعة المحددة ، وكافة تفاصيل مبادرة بروتوكول بوذيب ، وهو ما يعكس الرغبة في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية الشبابية العالمية.

مذيع الميدان حالة إعلامية خاصة
يبعث صوت المذيع الداخلي بقرية بوذيب العالمية للقدرة، الانتباه ما إن يتعالى معلناً عن بداية جولة أو نهايتها، أوعن نتائج السباق، أو حين يعطي تنويهات عامة، فهو بوصلة المهرجان التي تضبط مجريات اليوم.
يقول مفتاح الحراسي، إنه يقوم بهذه الوظيفة كهواية ومتعة، إذ أن علاقته بالخيل قديمة وراسخة، كفارس، ومدرب، لأكثر من ثلاثين عاماً. ويضيف: "شهدت الكثير من سباقات بوذيب، عدد منها حضرته كمحكم دولي"، مؤكداً أنه يعمل كمذيع داخلي في بوذيب لأكثر من عشر سنوات حتى اليوم، وفقاً لفلسفة بسيطة يجملها في قوله: "الثقة في النفس، والثقة في ما تقدمه من معلومات. فهدفنا هو إيصال المعلومة بصورة دقيقة وسليمة".
وأثنى الحراسي على بروتوكول بوذيب من واقع ما لاحظه قبل وبعد اعتماد البروتوكول، وقال: "المهرجان الآن مختلف عما كان عليه قبل 12 عاماً، فالسباقات تجرى اليوم بحسب نظام بروتوكول بوذيب، لذا تعلَّم الفرسان إدارة السباق، وكيفية توزيع الوقت والجهد من أجل تحصيل النقاط، فكما نعلم، ليس الفوز لمن يصل أولاً، بل لمن يجمع أكبر عدد من النقاط".
وأبدى مفتاح الحراسي امتنانه وشكره للدعم والرعاية الكريمة التي يسبغها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على المهرجان، وعلى الرياضات التراثية عموماً، ومظاهر التراث المختلفة في الدولة، التي قال إنها تمثلت في الفعاليات المصاحبة للمهرجان مثل السوق الشعبي والقرية التراثية في أرض المهرجان.