نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات مساء أمس "الأربعاء" في مقره بالبطين، محاضرة ضمن موسمه الثقافي جاءت بعنوان "المجمع الثقافي في أبوظبي ذاكرة وطن"، تحدثت فيها الباحثة والكاتبة الدكتورة خولة حسن الحديد، وأدارها بدر الأميري المدير الإداري في المركز.
وألقت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث كلمة أشارت فيها إلى أن المجمع الثقافي "يحتل مكانة خاصة في الخريطة الثقافية للدولة، حيث يعد من أهم المؤسسات الثقافية بها، وشاهداً على تطور القطاع الثقافي في مدار الخمسين عاماً الماضية". وأضافت: "لذا من المناسب اليوم ونحن نحتفي بالخمسين أن نقف عند منجزات هذا المجمع ومكتسباته ونقوم بتوثيقها وعرضها حتى تظل نبراساً للخمسين عاماً المقبلة".
فيما أشار بدر الأميري إلى أن المجمع الثقافي منجز حضاري يقف شاهداً على البصيرة النافذة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وتصميمه على صياغة مستقبل ثقافي لشعب الإمارات. وأضاف أن المجمع "أصبح خلال فترة وجيزة القلب النابض للمدينة والمجتمع بأسره ورمزاً للتقدم الثقافي ليحتل مكانة كبيرة دولياً وإقليمياً".
وقال الأميري إنه عند ذكر المجمع الثقافي "لابد من الوقوف عند رجال زايد الأوفياء الذين أسهموا في تأسيس هذه المنارة الثقافية، وقفة تقدير وإجلال، ونذكر منهم معالي أحمد خليفة السويدي ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مجلس أمناء المجمع الثقافي، ومعالي محمد حمروش السويدي العضو المفوض للمجمع، والشاعر والأديب سعادة محمد أحمد خليفة السويدي الذي كان أمينه العام".
وتحدثت خولة الحديد عن بدايات انضمامها إلى فريق العمل في المجمع الثقافي الذي وصفته بأنه كان تعبيراً مبكراً عن مفهوم الدبلوماسية الثقافية، حيث ركزت على الأثر الثقافي للمجمع محلياً وعالمياً لاسيما في مجالات الفنون التشكيلية والسينما وتنظيم المعارض والمسابقات العالمية، كما فصلت أدواره في مجالات الفكر والأدب ودعمه المستمر للفاعلين في هذه الحقول بمختلف الأشكال، بجانب رعايته للفعاليات المجتمعية المحلية المتنوعة ودعمه الكامل لها.
وتناولت خولة الأدوار التعليمية والاجتماعية للمجمع الثقافي التي سمحت له بتجاوز الهوة بين المثقف والمجتمع المدني، مشيرة إلى أن عدداً من مبادرات المجتمع ومؤسساته تشكلت داخل المجمع، كما كان للمجمع دور داعم للباحثين بتوفير كل المعينات التي يحتاجونها.
كما قدمت وصفا تفصيلياً لمنشآت ومرافق وقاعات المجمع في كل طابق وأدوارها وطبيعة عملها وإنجازاتها مثل المرسم، ومركز الأطفال، ودار الكتب الوطنية، وقاعة المطالعة، وغيرها. كما قدمت نبذة عن الوحدات التنظيمية للمجمع وأقسامه مثل قسم الثقافة، وقسم الفنون، وشعبة المسرح والموسيقى، وغيرها.
وركزت خولة أيضاً على الدور المهم الذي لعبه المجمع الثقافي في إثراء المشهد الثقافي في الإمارات والدول العربية عبر دار الكتب الوطنية، التي حظيت منشوراتها بانتشار واسع لدى القراء، لتسهم بجانب بقية مؤسسات المجمع الموسيقية والتشكيلية في خلق مكانة مميزة للمجمع ولأبوظبي عالمياً.
واختتمت خولة بقراءة كلمة للأديب الموريتاني الراحل محمد ولد عبدي عن المجمع الثقافي، من على غلاف كتابها "المجمع الثقافي في أبوظبي: الحيز السعيد" الصادر من دار العوام للطباعة والنشر بدمشق وتناولت فيه المجمع الثقافي وتأثيراته في المحيط المحلي والإقليمي والعالمي وتجربتها ومشاهداتها في الفترة التي عملت فيه.