نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات أمس "الأحد"، ندوة عن بعد بالتعاون مع جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون، بعنوان "العملات النقدية شواهد حضارية في تاريخ الشعوب.. الإمارات والخليج العربي نموذجاً"، استضاف فيها المستشار والباحث في التراث والتاريخ الدكتور معتز محمد عثمان، وأدارها المؤرخ المتخصص في تاريخ الإمارات والجزيرة العربية الدكتور سيف بن عبود البدواوي.
وقالت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث إن الندوة جاءت ثمرة للتعاون بين نادي تراث الإمارات وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون، مؤكدة تثمين النادي لهذه الشراكة والتعاون بين الجهتين. وأضافت: " نتطلع دائماً إلى مثل هذه الشراكات التي تجسد التعاون الخليجي وتعمل على إبراز القواسم التاريخية المشتركة".
وأشارت إلى أن مركز زايد للدراسات والبحوث يمتلك مجموعة مميزة من العملات التي تعود إلى حقب إسلامية مختلفة، وذلك لأهميتها كمصدر لدراسة تاريخ المنطقة، منها إحدى العملات التي تعتبر من الإرث الخليجي المشترك وهي عملة "طويلة الحسا".
وأكدت أن من ضمن أهداف وأولويات نادي تراث الإمارات الحفاظ على الإرث الخليجي المشترك، وترجم هذه الأهداف إلى واقع ملموس من خلال إصدار العديد من الكتب والدراسات وتنظيم الندوات، ومن خلال عضويته الفاعلة في الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون.
أما الدكتور معتز محمد عثمان، فتحدث عن الدور التاريخي المهم للعملات بوصفها شواهد صادقة للحقب المختلفة، تقل فيها احتمالات التعديل والتحريف، قبل أن يلقي الضوء على العملات المشتركة بين دولة الإمارات وبقية دول الخليج، وتلك التي اختصت بها الإمارات.
وأكد أن النقود تعكس الحالة الاقتصادية للدول، كما تناول علاقة سك العملات بتخليد مناسبات معينة، وأورد عدداً من الأمثلة لمثل هذا النوع من العملات.
وعرج المتحدث على تاريخ تداول العملات في الإمارات والخليج، وأشار إلى أن أوائل المسكوكات المستخدمة في المنطقة كانت العملات البيزنطة والساسانية واليونانية، كما استعرض الترتيب الزمني لاستخدام العملات في الإمارات مفصلاً أنواعها وتاريخ سكها.
وأفرد حيزاً للحديث عن الروبية الهندية وأنواعها ومراحلها وتغير قيمتها وأسمائها الشعبية في الإمارات، كما تحدث عن العملات المسكوكة في الدول الشقيقة مثل المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، التي استخدمت في الإمارات قبل إصدار العملة الوطنية بعد الاتحاد.
وقال الدكتور معتز إنه تم الكشف عن قطع أثرية في بعض المواقع المهمة في دولة الإمارات مثل مليحة، حيث تم العثور بجانب عدد من العملات المهمة على قالب لسك العملة، هو ما اعتبره دليلاً على أن المنطقة ظلت موقعاً مهماً منذ القدم كممر للتجارة بين الشرق والغرب.
حظيت المحاضرة بعدد من المداخلات المهمة من مختصين وباحثين منهم الباحث عبد الله بن جاسم المطيري، وعيسى يوسف من هيئة الشارقة للآثار، ومعالي الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي الأمين العام لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون والدكتور محمد الفاتح الباحث في مركز زايد للدراسات والبحوث، وبثينة القبيسي الباحثة في تاريخ أبوظبي، حيث ألقت المداخلات الضوء على جوانب مختلفة من تاريخ النقود في المنطقة.
حضر الندوة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، وسعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة في النادي، وبدر الأميري المدير الإداري في مركز زايد للدراسات والبحوث، وجمع من الباحثين والمختصين والمهتمين.