نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، صباح اليوم بمقره في البطين، محاضرة بعنوان "مسميات الكثبان الرملية في دولة الإمارات وتناولها في الشعر النبطي"، تحدث فيها الباحث في التراث الشعبي فهد المعمري.
وتناول الباحث في المحاضرة أثر البيئة الصحراوية وكثبانها في حياة الإماراتيين قديماً، مبيناً الأسماء التي تطلق عليها مثل البر، والصحراء، والريدا، موضحاً أن بعض الأسماء التي يتم تداولها بكثرة أتت من الوصف العام للمرتفعات بأنواعها، مثل حدبة، وعرقوب، ودعثور، ونقا، وند، وطعس. وأن بعضها جاءت شهرته لسبب تاريخي أو جغرافي أو اقتصادي، ممثلاً لها بأسماء "عرقوب السديرة، عرقوب عشيو، وند الشبا".
كما تناول الباحث الأثر الذي تتركه طبيعة المرتفع الرملي على الاسم الذي يطلق عليه، حيث تختلف طبيعة الكثبان تبعاً لارتفاعاتها، وطبيعتها من انبساط أو استدارة، وغيرها من العوامل، موضحاً ان المرتفع يسمى بأسماء منها النفود، والزميم، والنكود، بينما يسمى متوسط الارتفاع بأسماء مثل الدعثور، والند، فيما يسمى قليل الارتفاع بالصيهد وقرن القوز.
وبيّن أن الأسماء ترتبط كذلك بطبيعة المرتفع من حيث الليونة والغلظة واللون، فيطلق عليه دمث، ووعس، والسايفة، والرغاب، وغيرها من الأسماء إن كان ليناً، فيما يسمى الغليظ بالثفن والحزوم والظهارة.
وأورد الباحث عدة شواهد شعرية لأسماء الكثبان الرملية في الشعر النبطي لعدد من الشعراء، منهم حمد بن حميدي الخاصوني، وحمد بن علي المدحوس المري، وموزة بنت جمعة المهيري، وأحمد خليفة الهاملي، وسالم الجمري، ومحمد بن خميس المزروعي وغيرهم كثر.
مبيناً أن استخدام أسماء الكثبان في الشعر النبطي يأتي في عدة سياقات، أجملها في ذكر منازلهم وأطلالهم وبيوتهم، ووصف المحبوب بالمرتفعات الرملية في الأماكن التي تحمل الصفات نفسها مثل وصف المحبوب بالغزال المختبئ خلف الرمال أو يقف على رؤوس الكثبان الرملية، كذلك قد تأتي الأسماء ضمن الأشعار من خلال افتتاح القصائد وختمها بها، وغيرها من السياقات التي ترد فيها أسماء الكثبان الرملية ضمن أبيات الشعر.
وحظيت المحاضرة بمداخلات ثرة من الحضور الذين استخدموا فيها عدداً من الشواهد الشعرية التي تحوي أسماء للكثبان الرملية، فيما شكر الباحث فهد المعمري نادي تراث الإمارات مثلاً بمركز زايد للدراسات والبحوث على تنظيم هذه المحاضرة التي تصب في حفظ التراث وتوثيقه للأجيال، كما شكر الحضور وتفاعلهم مع ما أورده من معلومات في حديثه.