نجاحات نوعية وإقبال إستثنائي على فعالياته
مهرجان سلطان بن زايد التراثي في يومه الثاني عشر يسجل كمنصة تراثية عالمية بإمتياز
بعد 12 يوما من النجاحات الاستثنائية والتنوع والتجديد في الفعاليات ، التي حققت وما زالت تحقق إستقطابا جماهيريا غير مسبوق ، حيث تشهد فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي في دورته الحالية 2019 التي تزيد عن 64 فعالية حضور أكثر من 5000 شخص ما بين الشيوخ وكبار الشخصيات في الدولة، وزوار وأسر وعائلات ، ووفود مدرسية وسياحية وضيوف ورجال إعلام ، وأعضاء من العاملين في السلك الدبلوماسي لدى الدولة ، وغيرهم ، يسجل المهرجان الذي يقام في ميدان سباقات الهجن بسويحان بتوجيهات ورعاية كريمة وحضور سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات نفسه كمنصة تراثية عالمية تحتفي بماضي الآباء والأجداد الجميل بإمتياز ، وتشهد النسخة الحالية من الحدث أكبر عدد من المشاركين في تاريخه ، وذلك في جميع المسابقات التراثية ، سواء الرئيسية منها كالمزاينة والمحالب وسباق الابل التراثي وسباق ومزاينة السلوقي العربي ، أو على مستوى المسابقات المصاحبة مثل مسابقتي الشعر الشعبي والتصوير الضوئي ، أو المسابقات التراثية الثقافية التي تشرف عليها لجنة التواصل مع المدارس ، بمعدل 3 مسابقات يومية ، هذا إلى جانب الورش التراثية التدريبية التي تزيد عن 80 ورشة في مختلف الصناعات والمهن والمشغولات والحرف اليدوية التقليدية ، التي تقام على مسرح السوق الشعبي ، بحيث أصبح المهرجان الذي يلقى كل الاهتمام والدعم اللامحدود من القيادة االحكيمة ، ومتابعة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ، معلما من معالم الحفاظ على الشخصية الاماراتية والهوية الوطنية ، والعادات والتقاليد الأصيلة ، وخير دليل على أن المعاصرة لا يمكن أن تتنافى مع الارث الثقافي للدولة ، والذي يتجلى في كل مسابقات المهرجان دون إستثناء ، ومن بين هذه الفعاليات الصقارة ، وسباق السلوقي العربي ، ومكشات سويحان والعروض المميزة للسيارات الكلاسيكية ، والخيول الأصيلة والهجن العربية في قرية الطفل، تحت مظلة قرية بوذيب العالمية للقدرة التابعة لنادي تراث الامارات ، بجانب العروض الفنية والفلكلورية والمسرحية المخصصة للأطفال ، وقد حرصت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان في نسخته الثالثة عشرة على توفير مجموعة من الفعاليات التي تلبي إحتياجات الأسر والعائلات ، بجانب الاهتمام بالحضور السياحي وإستقطاب عدد كبير من الوفود السياحية الأجنبية للفعاليات ، من خلال جهود لجنة الترويج السياحي ، بحيث تم تسجيل المهرجان على خارطة المؤسسات والشركات السياحية في الدولة ، ونجح في إستقطاب ما يزيد عن 500 سائح بشكل يومي ومن جنسيات مختلفة ، في مواصلة حثيثية ونوعية لجهود صون التراث الثقافي وتعزيز سبل حمايته ونشره والحفاظ عليه من الاندثار ، في ظل توجيهات سمو راعي المهرجان بأهمية إستقطاب كافة الشرائح والفئات محليا وإقليميا ودوليا ، لمتابعة الفعاليات وإشاعة روح المحبة والتسامح ، لتقديم كرنفال وعرس شعبي تراثي يليق بحجم ومكانة وريادة الامارات كمنصة عالمية في الثقافة والتراث ، في إطار إسترانيجيته التي تتمحور حول صون التراث الثقافي المحلي لدولة الإمارات ونقله للأجيال القادمة، كأحد أهم المسؤوليات والمهام التي يريد من خلالها الشعب الإماراتي، تعميق صلته بالأجداد وبالماضي البعيد، الشيء الذي يجعل التقدّم نحو المستقبل المشرق لدولة الإمارات أكثر إصراراً وتمسكاً بالهوية الأصيلة ذات الحضارة الغنية ، وما هذا الاهتمام العالمي بالمهرجان على المستوى الا علامي والاقبال الاستثنائي اليومي على الفعاليات إنما يصب في قناة الريادة الاماراتية في تحقيق معادلة الأصالة والمعاصرة .
نشاطات نوعية
وشهد اليوم إقبال كبير من الجمهور على ركن نفح الورد الذي تديره المواطنة مريم محمد سعيد الكعبي "أم عيسى " والذي أصبح بمثابة وجهة مهمة لزوار السوق الشعبي ، الذين يبحثون عن العطور المحلية والأعشاب والدهون النباتية ، وأوضحت أم عيسى صاحبة خبرة مدتها 17 عاما في تصنيع المخلوطات العطرية المحلية في منزلها ، أنها تعرض للجمهور خلطات من دهن العود ، المسك ، الفوعة ، العنبر ، عرق الحناء ، الزعفران ، كما أقوم بتجهيز العود المعطّر ، الدخون الصلب والسائل ، وأنواع مختلفة من المخمريات التي تمر بعدة مراحل لاكتمال تصنيعها ، وقالت : أقوم أولا بعملية طحن المسك والزعفران ، ثم أضيف عطورات مناسبة لها مثل العنبر والصندل والزعفران ، ويتم تخمير هذا المخلوط تحت الأرض لمدة 40 يوما ، حتى يتشكل لدينا في النهاية مخمرية دهن العود ، ومخمرية الزعفران ، كما أقوم بتصنيع اللبان العطر لتبخير البيوت ، لمنحها رائحة طيبة ، وأشارت أم عيسى أنها معروفة لدى كافة المهرجانات والمناسبات والأحداث التي تنظمها أو تستضيفها دولتنا الحبيبة ، وبخاصة مهرجان سلطان بن زايد التراثي ، لما له من أهمية وتميز وجمهور عريض . كما شهدت أروقة وأركان السوق ورشة تدريبية بحرية بمشاركة 50 طالبا وطالبة من المنتسبين لمدرسة الوطن الابتدائية بمدينة شخبوط ، بإشراف الخبير التراثي في نادي ترا ث الامارات حثبور بن كداس الرميثي ، الذي عرفهم بأهمية ومكانة رحلات الغوص التقليدية على اللؤلؤ في المجتمع البحري الاماراتي قديما ، كما تم تعريفهم بأنواع اللؤلؤ وكيفية إستخراجه والأدوات المستخدمة في مثل هذه الرحلات ، بجانب ورش ونشاطات متنوعة تميزت بقدرتها على إثارة الحماسة والتشويق بين الجميع ، وزينت المنتوجات التراثية في الأجنحة والأركان كل مكان من المهرجان والتي كان مصدرها الأول السوق الشعبي ، الذي يحفل بفعاليات يومية نوعية من خلال 70 محلا .
تعزيز نجاحات المهرجان
وتنفيذا لتوجيهات وإهتمامات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات ، بتشجيع كافة العاملين في مجالات التراث ، وتقديم كافة التسهيلات لهم ، وتعزيز مكانه المهن والحرف التقليدية ، ونشرها والعمل على إحيائها محافظة عليها ، فتحت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان سلطان بن زايد التراثي 2019 ، لمجموعة كبيرة من التجار وأصحاب المهن التراثية التقليدية ، في تقديم مشروعاتهم الصغيرة في سوق موازية للسوق الشعبي المصاحب للمهرجان ، تحت مسمّى (سوق الخيام التراثي ) الذي يشكل إضافة جديدة لنجاحات الفعاليات المصاحبة للحدث الرئيس ، وتشتمل هذه السوق على نحو 56 محلا ، أهمها المحل الذي يديره سلوم بن صقر الوهيبي ، الذي يقوم بصناعة كافة أدوات زينة الابل ، وبخاصة المشاركة في مزاينات المهرجان ، إلى جانب العصا التراثية التي يطلق عليها إسم ( باكورة ) كما تزدهر في هذه السوق تجارة الحطب ، التي كانت جزءا من عصب إقتصاد المجتمع الاماراتي قديما ، ويستخدم اليوم في تجهيز الولائم التي تقام في العزب المجاورة بمناسبة الاحتفاء بالفائزين بمزاينات المهرجان ، وكذلك في أمسيات السمر والجلسات الليلية في العزب ، كما تزدهر في السوق تجارة الفخاريات ، التي تعتبر من الحرف التقليدية المحلية ، وبخاصة في إمارة رأس الخيمة ، وتجد في سوق الخيام عدد من المعروضات من قدور الطعام إلى محلات الخضروات والأقمشة ، والعسل المحلي ، وبيوت الشعر التي تُصنع من صوف الجمال الخشن أسود اللون ، وغيرها من الصناعات والمعروضات من مثل مستلزمات الرحلات الشتوية والصيفية والمنتجات التراثية التي تجد إقبالا ملحوظا من رواد المهرجان، حيث تتكامل رسالة هذا السوق مع رسالة السوق الشعبي الرئيسي في تعزيز مكانة الموروث الشعبي `.
شعار المهرجان في لوحة 15 مترا
وشهد السوق الشعبي اليوم زيارة مجموعة من الوفود المدرسية من بينها من مدرسة الاخلاص الخاصة ضم 40 طالبا ، نظمت لهم لجنة التواصل مع المدارس برنامج إشتمل على مشاركتهم في رسم لوحة تعبر عن شعار مهرجان سلطان بن زايد التراثي 13 ، بطول 15 مترا وعرض متر ، وتضمنت اللوحة التي نفذت ضمن ورشة أشرف عليها مركز أبوظبي النسائي التابع للنادي على كتابة ورسم مفردات عن علم الامارات ، وكلمات وجمل تعبر عن الولاء للقيادة الحكيمة وحب الامارات ، كما نظمت للمشاركين ورشة تدريبية في صناعة الطائرات الورقية ، وكيفية إطلاقها في الهواء ، في اجواء من الفرح والبهجة ، حيث عبر الطلاب أحمد يوسف الحمادي ( الامارات ) ونادر السيد محمد ( مصر ) وعلاء لؤي عدوان ( سوريا) عن سعادتهم الغامرة بالمشاركة في ورشات السوق الشعبي وزيارة المهرجان والاطلاع على فعالياته المختلفة معبرين عن تقديرهم لسمو راعي المهرجان والقائمين عليه على حسن الاستقبال والضيافة وتقديم برنامج تراثي مميز .
بهارات أم عبد الله
فضلا عن كونها من المطيبات التي تضفي على الطعام نكهات وروائح مميزة ، فإن بهارات المواطنة فاطمة سالم عبد الله الشامسي ، المعروفة بـ " أم عبد الله " التي تعرضها في أحد الأركان في السوق الشعبي ، تعتبر إستثنائية ، فهي كما ذكرت تقوم بتجهيزها يدويا في منزلها ، بعد خبرة نحو 5 سنوات في هذه المهنة التي تنعش المطبخ الاماراتي على وجه الخصوص ، وأم عبد الله التي أصبح لبهاراتها زبائن كثر على مستوى المنطقة ، تقوم بعمل خلطات تجمع فيها النخبة من البهارات العربية والبحرينية وغيرها ، لتصل في النهاية إلى خلطة غير تقليدية مما يتوافر في الأسواق ، فكل ما أنتجه من بهارات هو من مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات ، وتقاوم التسمم الغذائي ، وتفيد في علاج بعض الأمراض
وقالت ام عبد الله : مهنتي هذه التي أعتز بها تأتي ضمن مشروع تشجيع الدولة للأسر الاماراتية المنتجة ، وبهذه المناسبة اوجه الشكر والتقدير للقائمين على مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد التراثي على عنايتهم وإهتامهم بتشجيع المهن التقليدية الصغيرة ، والعمل على تطويرها ، وفتح المجال أمامنا لتطوير هذه المهن والتوسع في مجالاتها .
جناح الشيخ زايد
جناح الشيخ زايد ، من ألأجنحة اللافتة في السوق ، ويشتمل بحسب الاعلامي علي عبد الله المزروعي ، على جملة من الشواهد الاعلامية التي قمت بإقتنائها تكريما لسيرة ومسيرة القائد المؤسس " رحمه الله " ومن ذلك عرض مجموعة كبيرة من اللوحات التشكيلية والصور النادرة للشيخ زايد ، وتعكس رحلته في الحياة والسياسة والقيادة ، كما يشتمل الجناح على نحو 70 إصدارا تقرأ شخصية الشيخ زايد في كافة المجالات ، وقال المطروشي : لقد نذرت نفسي لمهمة الاحتفاء بالقائد الاستثنائي الشيخ زايد ، وعرضت هذه الشواهد التي إقتنيتها على مدار سنوات ، في العديد من المناسبات الوطنية والمهرجانات لتعريف الأجيال الجديدة بسيرة رجل إنساني وقائد لا يتكرر في خدمة أمته ووطنه والعالم أجمع "
حياك في بلادي
يحرص البرنامج الأذاعي " حياك في بلادي " على تقديم تغطية إعلامية مباشرة لاحداث وفعاليات المهرجان والتي تبث يوميا على الأذاعة الاولى التابعة لمركز حمدان بن محمد لاحياء التراث على تردد الاذاعة 4.107 ، وبحسب مذيع البرنامج خليفة عبد الله الفلاسي ، يهدف البرنامج إلى تغطية ونقل جميع الفعاليات التراثية والثقافية والمجتمعية المحلية في الامارات من خلال فريق عمل مؤهل ومجموعة من المراسلين المتميزين ، لتسليط الضوء على الفعاليات التراثية بوجه خاص وتراث الامارات بوجه عام من أجل إحياء تراث الامارات العريق وتحفيز الناشئة والشباب على أن يكونوا على تواصل دائم والاطلاع على تراثهم ، وهذا نهج قيادتنا الحكيمة التي لا تألوا جهدا في إحياء تراث الآباء والأجداد من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات التراثية .
ويقوم البرنامج بتغطية كافة ما يتصل بمهرجان سلطان بن زايد التراثي ، بما في ذلك نشاطات السوق الشعبي والفعاليات التي تقام على مسرحه ، بما يعكس أن هذا البرنامج النوعي هو شريك إعلامي للمهرجان ، وقدم الفلاسي بإسمه وإسم العاملين في البرنامج الشكر والتقدير لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات على رعايته وإهتمامه المتواصل بالمهرجان وعلى دعمه اللامحدود لاحياء التراث الاماراتي العريق ، وكذلك الدعم الذي يلقاه البرنامج من القائمين على المهرجان من رئيس وأعضاء اللجنة العليا المنظمة ليؤدي رسالته في خدمة الموروث الشعبي .
أدوات زينة الابل
ويلقى ركن أدوات زينة الابل في السوق الشعبي الذي تديره كل من حمده صروخ راشد الدرعي وشمة مبارك سواد الدرعي باقبال كبير من جمهور السوق الشعبي ، وأوضحتا أنهما تديران من منزليهما مشروع صغير لصناعة أدوات زينة الابل والمشغولات اليدوية المصنوعة من الصوف الطبيعي ، من مثل الحقائب والسجاد االصغير الحجم والمفارش والبسط وغيرها ، وأكدتا على اهمية تواجدهما في المهرجان في كل عام لانجاحه ودعمه وإبراز قيمة وجماليات الحرف اليدوية التراثية ، وأن هذا المهرجان المتميز يقدم لنا فرصة ثمينة لعرض منتوجاتنا ويسهم في نجاح مشروعنا .
المهرجان قصة نجاح
سنوات من النجاح والتطور، شهدها مهرجان سلطان بن زايد التراثي في فترة ليست بالطويلة حولته إلى حدثٍ إقليمي عالميّ ينطلق في شكله ومضمونه من الروح البدوية الأصيلة التي لا زالت تميّز الإنسان العربي حتى هذه اللحظة، فاجتمعت الجهود المخلصة لانطلاقة حدث فريد من نوعه يعزّز صلة الوصل بين ماضي المواطن الإماراتي وحاضره حيث يهدف المهرجان إلى صون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمحافظة على الموروث الشّعبي الذي لا زال الإماراتيون يفخرون به حتى هذه اللحظة، إلى جانب تفعيل الحركة الاقتصادية في منطقة سويحان ، وتعريف عشاق السياحة التراثية من مختلف أنحاء العالم ببوابة سويحان هذه المدينة الفتية الواعدة ، واستقطاب المزيد منهم لحضور المهرجان وزيارة معالمها . فضلا عن أن هذا الحدث المميز قد أصبح فرصة وملتقى للقاء سنوي متجدد بين أبناء الامارات وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي من كبار ملاك ومربي الابل والمهتمين برياضة الهجن العريقة وتقاليدها الأصيلة .
وقد تحوّل المهرجان بفضل إهتمامات اللجنة العليا المنظمة ، وتنفيذها الدقيق لتوجيهات سمو راعي المهرجان إلى حدث إقليمي وعالمي استقطب اهتمام وكالات الأنباء والصحف ومحطات التلفزيون العالمية، والتي تناقلت أخبار مختلف مسابقات وفعاليات المهرجان، مُبدية إعجابها وتقديرها لدور الحدث في تطبيق خطط صون التراث الثقافي لدولة الإمارات، وأكدت وسائل الإعلام المحلية على وجه الخصوص أهمية هذا الحدث في الترويج التراثي والثقافي والسياحي لإمارة أبوظبي، ودوره الرئيس في صون التراث والعادات والتقاليد الأصيلة لأهل المنطقة .
نشاطات نوعية
وشهد اليوم إقبال كبير من الجمهور على ركن نفح الورد الذي تديره المواطنة مريم محمد سعيد الكعبي "أم عيسى " والذي أصبح بمثابة وجهة مهمة لزوار السوق الشعبي ، الذين يبحثون عن العطور المحلية والأعشاب والدهون النباتية ، وأوضحت أم عيسى صاحبة خبرة مدتها 17 عاما في تصنيع المخلوطات العطرية المحلية في منزلها ، أنها تعرض للجمهور خلطات من دهن العود ، المسك ، الفوعة ، العنبر ، عرق الحناء ، الزعفران ، كما أقوم بتجهيز العود المعطّر ، الدخون الصلب والسائل ، وأنواع مختلفة من المخمريات التي تمر بعدة مراحل لاكتمال تصنيعها ، وقالت : أقوم أولا بعملية طحن المسك والزعفران ، ثم أضيف عطورات مناسبة لها مثل العنبر والصندل والزعفران ، ويتم تخمير هذا المخلوط تحت الأرض لمدة 40 يوما ، حتى يتشكل لدينا في النهاية مخمرية دهن العود ، ومخمرية الزعفران ، كما أقوم بتصنيع اللبان العطر لتبخير البيوت ، لمنحها رائحة طيبة ، وأشارت أم عيسى أنها معروفة لدى كافة المهرجانات والمناسبات والأحداث التي تنظمها أو تستضيفها دولتنا الحبيبة ، وبخاصة مهرجان سلطان بن زايد التراثي ، لما له من أهمية وتميز وجمهور عريض . كما شهدت أروقة وأركان السوق ورشة تدريبية بحرية بمشاركة 50 طالبا وطالبة من المنتسبين لمدرسة الوطن الابتدائية بمدينة شخبوط ، بإشراف الخبير التراثي في نادي ترا ث الامارات حثبور بن كداس الرميثي ، الذي عرفهم بأهمية ومكانة رحلات الغوص التقليدية على اللؤلؤ في المجتمع البحري الاماراتي قديما ، كما تم تعريفهم بأنواع اللؤلؤ وكيفية إستخراجه والأدوات المستخدمة في مثل هذه الرحلات ، بجانب ورش ونشاطات متنوعة تميزت بقدرتها على إثارة الحماسة والتشويق بين الجميع ، وزينت المنتوجات التراثية في الأجنحة والأركان كل مكان من المهرجان والتي كان مصدرها الأول السوق الشعبي ، الذي يحفل بفعاليات يومية نوعية من خلال 70 محلا .
تعزيز نجاحات المهرجان
وتنفيذا لتوجيهات وإهتمامات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات ، بتشجيع كافة العاملين في مجالات التراث ، وتقديم كافة التسهيلات لهم ، وتعزيز مكانه المهن والحرف التقليدية ، ونشرها والعمل على إحيائها محافظة عليها ، فتحت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان سلطان بن زايد التراثي 2019 ، لمجموعة كبيرة من التجار وأصحاب المهن التراثية التقليدية ، في تقديم مشروعاتهم الصغيرة في سوق موازية للسوق الشعبي المصاحب للمهرجان ، تحت مسمّى (سوق الخيام التراثي ) الذي يشكل إضافة جديدة لنجاحات الفعاليات المصاحبة للحدث الرئيس ، وتشتمل هذه السوق على نحو 56 محلا ، أهمها المحل الذي يديره سلوم بن صقر الوهيبي ، الذي يقوم بصناعة كافة أدوات زينة الابل ، وبخاصة المشاركة في مزاينات المهرجان ، إلى جانب العصا التراثية التي يطلق عليها إسم ( باكورة ) كما تزدهر في هذه السوق تجارة الحطب ، التي كانت جزءا من عصب إقتصاد المجتمع الاماراتي قديما ، ويستخدم اليوم في تجهيز الولائم التي تقام في العزب المجاورة بمناسبة الاحتفاء بالفائزين بمزاينات المهرجان ، وكذلك في أمسيات السمر والجلسات الليلية في العزب ، كما تزدهر في السوق تجارة الفخاريات ، التي تعتبر من الحرف التقليدية المحلية ، وبخاصة في إمارة رأس الخيمة ، وتجد في سوق الخيام عدد من المعروضات من قدور الطعام إلى محلات الخضروات والأقمشة ، والعسل المحلي ، وبيوت الشعر التي تُصنع من صوف الجمال الخشن أسود اللون ، وغيرها من الصناعات والمعروضات من مثل مستلزمات الرحلات الشتوية والصيفية والمنتجات التراثية التي تجد إقبالا ملحوظا من رواد المهرجان، حيث تتكامل رسالة هذا السوق مع رسالة السوق الشعبي الرئيسي في تعزيز مكانة الموروث الشعبي `.
شعار المهرجان في لوحة 15 مترا
وشهد السوق الشعبي اليوم زيارة مجموعة من الوفود المدرسية من بينها من مدرسة الاخلاص الخاصة ضم 40 طالبا ، نظمت لهم لجنة التواصل مع المدارس برنامج إشتمل على مشاركتهم في رسم لوحة تعبر عن شعار مهرجان سلطان بن زايد التراثي 13 ، بطول 15 مترا وعرض متر ، وتضمنت اللوحة التي نفذت ضمن ورشة أشرف عليها مركز أبوظبي النسائي التابع للنادي على كتابة ورسم مفردات عن علم الامارات ، وكلمات وجمل تعبر عن الولاء للقيادة الحكيمة وحب الامارات ، كما نظمت للمشاركين ورشة تدريبية في صناعة الطائرات الورقية ، وكيفية إطلاقها في الهواء ، في اجواء من الفرح والبهجة ، حيث عبر الطلاب أحمد يوسف الحمادي ( الامارات ) ونادر السيد محمد ( مصر ) وعلاء لؤي عدوان ( سوريا) عن سعادتهم الغامرة بالمشاركة في ورشات السوق الشعبي وزيارة المهرجان والاطلاع على فعالياته المختلفة معبرين عن تقديرهم لسمو راعي المهرجان والقائمين عليه على حسن الاستقبال والضيافة وتقديم برنامج تراثي مميز .
بهارات أم عبد الله
فضلا عن كونها من المطيبات التي تضفي على الطعام نكهات وروائح مميزة ، فإن بهارات المواطنة فاطمة سالم عبد الله الشامسي ، المعروفة بـ " أم عبد الله " التي تعرضها في أحد الأركان في السوق الشعبي ، تعتبر إستثنائية ، فهي كما ذكرت تقوم بتجهيزها يدويا في منزلها ، بعد خبرة نحو 5 سنوات في هذه المهنة التي تنعش المطبخ الاماراتي على وجه الخصوص ، وأم عبد الله التي أصبح لبهاراتها زبائن كثر على مستوى المنطقة ، تقوم بعمل خلطات تجمع فيها النخبة من البهارات العربية والبحرينية وغيرها ، لتصل في النهاية إلى خلطة غير تقليدية مما يتوافر في الأسواق ، فكل ما أنتجه من بهارات هو من مكونات طبيعية تدمر الميكروبات والفطريات ، وتقاوم التسمم الغذائي ، وتفيد في علاج بعض الأمراض
وقالت ام عبد الله : مهنتي هذه التي أعتز بها تأتي ضمن مشروع تشجيع الدولة للأسر الاماراتية المنتجة ، وبهذه المناسبة اوجه الشكر والتقدير للقائمين على مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد التراثي على عنايتهم وإهتامهم بتشجيع المهن التقليدية الصغيرة ، والعمل على تطويرها ، وفتح المجال أمامنا لتطوير هذه المهن والتوسع في مجالاتها .
جناح الشيخ زايد
جناح الشيخ زايد ، من ألأجنحة اللافتة في السوق ، ويشتمل بحسب الاعلامي علي عبد الله المزروعي ، على جملة من الشواهد الاعلامية التي قمت بإقتنائها تكريما لسيرة ومسيرة القائد المؤسس " رحمه الله " ومن ذلك عرض مجموعة كبيرة من اللوحات التشكيلية والصور النادرة للشيخ زايد ، وتعكس رحلته في الحياة والسياسة والقيادة ، كما يشتمل الجناح على نحو 70 إصدارا تقرأ شخصية الشيخ زايد في كافة المجالات ، وقال المطروشي : لقد نذرت نفسي لمهمة الاحتفاء بالقائد الاستثنائي الشيخ زايد ، وعرضت هذه الشواهد التي إقتنيتها على مدار سنوات ، في العديد من المناسبات الوطنية والمهرجانات لتعريف الأجيال الجديدة بسيرة رجل إنساني وقائد لا يتكرر في خدمة أمته ووطنه والعالم أجمع "
حياك في بلادي
يحرص البرنامج الأذاعي " حياك في بلادي " على تقديم تغطية إعلامية مباشرة لاحداث وفعاليات المهرجان والتي تبث يوميا على الأذاعة الاولى التابعة لمركز حمدان بن محمد لاحياء التراث على تردد الاذاعة 4.107 ، وبحسب مذيع البرنامج خليفة عبد الله الفلاسي ، يهدف البرنامج إلى تغطية ونقل جميع الفعاليات التراثية والثقافية والمجتمعية المحلية في الامارات من خلال فريق عمل مؤهل ومجموعة من المراسلين المتميزين ، لتسليط الضوء على الفعاليات التراثية بوجه خاص وتراث الامارات بوجه عام من أجل إحياء تراث الامارات العريق وتحفيز الناشئة والشباب على أن يكونوا على تواصل دائم والاطلاع على تراثهم ، وهذا نهج قيادتنا الحكيمة التي لا تألوا جهدا في إحياء تراث الآباء والأجداد من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات التراثية .
ويقوم البرنامج بتغطية كافة ما يتصل بمهرجان سلطان بن زايد التراثي ، بما في ذلك نشاطات السوق الشعبي والفعاليات التي تقام على مسرحه ، بما يعكس أن هذا البرنامج النوعي هو شريك إعلامي للمهرجان ، وقدم الفلاسي بإسمه وإسم العاملين في البرنامج الشكر والتقدير لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات على رعايته وإهتمامه المتواصل بالمهرجان وعلى دعمه اللامحدود لاحياء التراث الاماراتي العريق ، وكذلك الدعم الذي يلقاه البرنامج من القائمين على المهرجان من رئيس وأعضاء اللجنة العليا المنظمة ليؤدي رسالته في خدمة الموروث الشعبي .
أدوات زينة الابل
ويلقى ركن أدوات زينة الابل في السوق الشعبي الذي تديره كل من حمده صروخ راشد الدرعي وشمة مبارك سواد الدرعي باقبال كبير من جمهور السوق الشعبي ، وأوضحتا أنهما تديران من منزليهما مشروع صغير لصناعة أدوات زينة الابل والمشغولات اليدوية المصنوعة من الصوف الطبيعي ، من مثل الحقائب والسجاد االصغير الحجم والمفارش والبسط وغيرها ، وأكدتا على اهمية تواجدهما في المهرجان في كل عام لانجاحه ودعمه وإبراز قيمة وجماليات الحرف اليدوية التراثية ، وأن هذا المهرجان المتميز يقدم لنا فرصة ثمينة لعرض منتوجاتنا ويسهم في نجاح مشروعنا .
المهرجان قصة نجاح
سنوات من النجاح والتطور، شهدها مهرجان سلطان بن زايد التراثي في فترة ليست بالطويلة حولته إلى حدثٍ إقليمي عالميّ ينطلق في شكله ومضمونه من الروح البدوية الأصيلة التي لا زالت تميّز الإنسان العربي حتى هذه اللحظة، فاجتمعت الجهود المخلصة لانطلاقة حدث فريد من نوعه يعزّز صلة الوصل بين ماضي المواطن الإماراتي وحاضره حيث يهدف المهرجان إلى صون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمحافظة على الموروث الشّعبي الذي لا زال الإماراتيون يفخرون به حتى هذه اللحظة، إلى جانب تفعيل الحركة الاقتصادية في منطقة سويحان ، وتعريف عشاق السياحة التراثية من مختلف أنحاء العالم ببوابة سويحان هذه المدينة الفتية الواعدة ، واستقطاب المزيد منهم لحضور المهرجان وزيارة معالمها . فضلا عن أن هذا الحدث المميز قد أصبح فرصة وملتقى للقاء سنوي متجدد بين أبناء الامارات وأبناء دول مجلس التعاون الخليجي من كبار ملاك ومربي الابل والمهتمين برياضة الهجن العريقة وتقاليدها الأصيلة .
وقد تحوّل المهرجان بفضل إهتمامات اللجنة العليا المنظمة ، وتنفيذها الدقيق لتوجيهات سمو راعي المهرجان إلى حدث إقليمي وعالمي استقطب اهتمام وكالات الأنباء والصحف ومحطات التلفزيون العالمية، والتي تناقلت أخبار مختلف مسابقات وفعاليات المهرجان، مُبدية إعجابها وتقديرها لدور الحدث في تطبيق خطط صون التراث الثقافي لدولة الإمارات، وأكدت وسائل الإعلام المحلية على وجه الخصوص أهمية هذا الحدث في الترويج التراثي والثقافي والسياحي لإمارة أبوظبي، ودوره الرئيس في صون التراث والعادات والتقاليد الأصيلة لأهل المنطقة .