نظم نادي تراث الإمارات أمس "الأربعاء" محاضرة افتراضية ضمن برنامج "سلسلة قراءة في إصدارات إماراتية"، تحت عنوان "المطر في الموروث الشعبي الإماراتي"، قدمها جميع سالم الظنحاني الباحث في التراث الشعبي الإماراتي، وتناول فيها موضوعات كتابه الصادر عام 2020 بالاسم نفسه.
وأشار إلى أن الإماراتيين كانوا يعتبرون المطر مصدراً لاستدامة وديمومة الحياة، كما كانت سبباً في الرحمة والغيث والتفاؤل، ولم يكونوا ينظرون إليه بوصفه طقساً سيئاً يقيد حياتهم اليومية.
وذكر الظنحاني أن العائلات كانت تعتمد قديماً على "الرواد"، الذين كانوا يمشون مسافات طويلة قد تصل إلى مائة كيلومتر بحثاً عن المياه، وعندما يجدون نباتات وأعشاباً تكون دلالة على وجود المطر، فيعودون إلى ديارهم ليدلوا العائلات إلى تلك المنطقة التي يرحلون إليها ويقطنون بها في موسم المطر.
كما تناول الظنحاني خصوصية تعامل أهل المناطق الزراعية السهلية مع الطقس، وقال إنهم يستغلون المطر في سقاية المزارع، وأشار إلى أنه على الرغم من اعتماد المزارعين على طرق بدائية في سقي مزروعاتهم، لكنها كانت ذات فكر هندسي وطرق هندسية منظمة ومرتبة، لصنع أودية وطرق تصل إلى المزارع واحدة تلو الأخرى إلى أن تصب بالبحر.
فيما كانت المناطق الجبلية توفر لهم العديد من السدود والأودية والطرق لزراعة نباتاتهم، وكانوا يستغلون الأمطار ويحافظون عليها ويجمعوها للأيام القادمة.
وأشار الظنحاني إلى أن هناك عدة أنواع للأمطار ذكرها في كتابه، منها الأمطار الموسمية التي تبدأ منذ النصف من شهر أكتوبر وتنتهي في بداية شهر ديسمبر، وتكون نافعة للنباتات، وأمطار العقربي التي تعم غالباً البحر والبر وهي مفيدة لزيادة منسوب المياه الجوفية، وتأتي في شهري ديسمبر ويناير، وأمطار المصايف التي تكون محدودة وخفيفة وسريعة، وأمطار يولات الثريا وتكون على مساحات واسعة وكميات غزيرة ونادرة واستثنائية، وأمطار الروايح والتي تأتي مع الرطوبة والحرارة وتصيب المناطق الداخلية والجبلية.
وأبان الظنحاني أن هناك العديد من الشعراء تغنوا وكتبوا عن المطر، كما قيل العديد من الأهازيج والأغاني في المطر، حيث كان الأطفال يلعبون فيه والكبار يتفقدون المزارع ويرفعون الأكف بالدعاء، في تعايش وانسجام مع فترة هطول المطر.
واختتم الظنحاني بذكر العديد من مسميات المطر المتداولة وسط الإماراتيين مثل: المطر، والطش، والرش، والوبل، والمنطرة. كما ذكر عدداً من أنواع السحب مثل المخيلة وهي الغيوم الركامية المنخفضة، والرهام وهي المنخفضة جداً حتى تلامس رؤوس الجبال، والمزن وهي الغيوم الركامية، والردم وهي الركامية الثقيلة، والهمايل المطر المنهمر.