نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، صباح أمس الاثنين عبر منصته الرقمية، ندوة بعنوان "المتاحف الخاصة شريك أساسي في الحفاظ على التراث الوطني"، شارك فيها كل من أحمد عبيد المنصوري مؤسس متحف عبر الحضارات ومتحف المخطوطات والأسلحة التراثية، وعبد الله المر الكعبي مؤسس متحف الشواهد الإعلامية عن الشيخ زايد رحمه الله، وعبد الله ثاني المطروشي الباحث في تاريخ الخنجر الإماراتي، والكاتب والباحث محمد الحبسي، فيما أدارها الباحث في التراث الشعبي الإماراتي فهد المعمري، وجاءت الندوة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف الثامن عشر من مايو كل عام.
وأكدت الأستاذة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث في كلمتها الافتتاحية أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسجل حضوراً مميزاً بما تمتلكه من بنية تحتية متحفية مواكبة لأحدث التطورات والتقنيات في العالم، مؤكدة أن الإمارات تجاوزت المفهوم التقليدي للعمل المتحفي إلى آفاق أرحب تسهم في إيصال رسالة التسامح والسلام إلى العالم.
ونوهت إلى أن نادي تراث الإمارات بوصفه مؤسسة وطنية رائدة في حفظ تراث الوطن، يمتلك سلسلة مهمة من المتاحف التراثية والتاريخية المتخصصة، مثل متحف التراث الشعبي، ومتحف الأرشيف التاريخي، ومتحف التاريخ الإسلامي، ومتحف معرض الشيخ زايد، الذي افتتحه المغفور له بإذن الله الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في العام 2009، وقالت إنه يعد من أيقونات دولة الإمارات الحضارية والمتحفية وذلك لما يضمه من إرث القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كما أشارت إلى أن نادي تراث الإمارات ظل داعماً لأصحاب المتاحف الخاصة، وذلك بدعوتهم إلى المشاركة في المهرجانات والفعاليات التي ينظمها النادي ومنحهم مساحة لعرض مقتنياتهم، إضافة إلى مبادرات النادي لتكريمهم.
فيما تحدث أحمد عبيد المنصوري عن المتاحف الثلاثة التي أسسها وهي متحف معبر الحضارات، ومتحف المخطوطات والمطبوعات والكتب القديمة، ومتحف الأسلحة القديمة، وقال إن الأهداف الرئيسة لإنشائها كانت الدعوة لاحترام الثقافات الأخرى، وتأصيل تاريخ المنطقة، وتشجيع الأجيال على البحث التاريخي.
كما تناول المنصوري التكامل بين المتاحف الخاصة والحكومية، وقال إن المتاحف الحكومية لها دورها في الحفاظ على الهوية الوطنية وتأصيل القيم والحفاظ على التراث والتاريخ، بينما تعبر المتاحف الخاصة عن الشغف أكثر من الاحترافية، كما تعبر عن قيم الأفراد وتخصصاتهم واهتماماتهم، لذا فدورها تكميلي مهم وداعم للدور الحكومي.
وتطرق لعدد من التحديات التي تواجه المتاحف الخاصة منها شح الموارد مقارنة بالمتاحف الحكومية، مما يصعب من عمليات الترميم والحفاظ على القطع، ودعا المنصوري إلى تحفيز المقتنين من أجل تشجيعهم على نقل مقتنياتهم إلى المتاحف، كما دعا إلى منح أصحاب المتاحف رخصاً ثقافية وتسهيلات في الخدمات ودعمهم وتحفيزهم وإقرار قانون للمتاحف.
أما عبد الله المر الكعبي، فتناول فكرة إنشاء متحف الشواهد الإعلامية عن الشيخ زايد في العين، وكيفية تجميع المقتنيات للمتحف، منوهاً إلى أهمية المتاحف المنزلية ودورها في إنشاء جيل مثقف ووطني. فيما أشار الكعبي إلى أن هدف المتحف هو الحفاظ على المادة الإعلامية عن الشيخ زايد لتظل راسخة في نفوس الأجيال الجديدة.
وأشار الكعبي إلى أن المتاحف الخاصة أحياناً تكون لديها مقتنيات لا توجد في المتاحف الحكومية، داعياً إلى التنويه بهذه المقتنيات والتعريف بها.
وتحدث عبد الله ثاني المطروشي عن الخنجر الإماراتي الذي وصفه بأنه من أقدم الأسلحة التي حملها الرجل الإماراتي متطرقاً لجماليات صناعته ودقة نقوشه، وقال إن الخنجر من أكثر القطع التراثية التي لا تجد الاهتمام الموازي لأهميتها، وأرجع ذلك إلى توقف حمل الخنجر في الإمارات منذ العام 1968 مما أدى إلى أن تكون المعلومات اليوم عنه شحيحة لدى المواطنين والمقيمين الذين قد لا يعرف أكثرهم أن الشعب الإماراتي كان يحمل الخنجر قديماً.
وقال المطروشي إن هذا الأمر كان المنطلق الذي برزت منه فكرة نشر الاهتمام بالخنجر الإماراتي وكل ما يتعلق به، حيث تم إنشاء متحف بيت الخنجر في دبي بغرض التعريف بثقافة لبس الخنجر، ووجد المتحف اهتماماً كبيراً من الزوار والسياح. مشيراً إلى أنهم أضافوا جديداً في مفهوم المتاحف بإدراج عملية تصنيع الخنجر الإماراتي بكل مراحلها في المتحف أمام أعين الزوار، لتكون تجربة فريدة تعلق بالذهن.
فيما قدم الباحث محمد الحبسي عرضاً لما احتوته دراسته عن المتاحف الخاصة، وقال إنها تناولت العوامل التي ساعدت على نشوء هذه المتاحف، بجانب تطرقها لأشكال أخرى تصب في المعنى العام للمتحف مثل القرى التراثية والمكتبات الخاصة وغيرها.
كذلك تناولت الدراسة تصنيفات المتاحف الخاصة من حيث المكان، والشكل البنائي، والمضمون، بالإضافة إلى التطرق لكيفية الاقتناء بالشراء أو الإرث أو ما تجود به الوديان من كنوز تجرفها من الجبال، هذا بالإضافة إلى إلى طرق التخزين وأعمار المقتينات وجمهور المتاحف.
ودعا الحبسي إلى الاهتمام بالمتاحف الخاصة، كما دعا أصحابها للتواصل مع المؤسسات المتخصصة من أجل معرفة الطرق السليمة للتخزين والعرض والحفاظ على المقتنيات.
وناشد الحبسي الجهات المختصة بعمل دليل للمتاحف الخاصة يسهم في التعريف بها وأماكنها ومقتنياتها، كما دعا إلى مساندة ومساعدة أصحاب المتاحف الخاصة.
وحظيت الندوة بمداخلات ثرة من الحضور صبت في أهمية المتاحف وضرورة وجود جهة مرجعية تختص بها.