يقدم نادي تراث الإمارات عدداً من الفعاليات التراثية والثقافية والفنية خلال مشاركته في الدورة التاسعة عشرة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي ينظمه نادي صقاري الإمارات ويختتم 2 أكتوبر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
ونظم النادي عدداً من الفعاليات في إطار برنامجه الثقافي المصاحب لمشاركته بالمعرض، واستضاف فيه أكاديميين ومتخصصين في التراث، قدموا خلال الأيام الماضية محاضرات وندوات يومية في ضروب التراث المختلفة، لاسيما ما يتعلق بالصيد والفروسية.
حيث استضاف جناح النادي «الخميس»، قراءة في مخطوطة «كتاب الخيل والبيطرة والفروسية» لابن أخي حزام، قدمها الباحث بمركز الجواد العربي «بيت العرب» بدولة الكويت يحيى عبدالله الكندري، الذي قدم للحضور معلومات شاملة حول الكتاب تضمنت منمنماته ومختصراته ونسخه الخطية، كما تحدث عن التصحيف الذي تعرض له، وفصّل أقسامه وموضوعاته، وختم محاضرته بعدد من التوصيات، أبرزها إعادة الاعتبار إليه بوصفه أقدم كتاب عربي في البيطرة.
وفي اليوم نفسه نظم النادي أمسية شعرية بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، احتضنتها قاعة المؤتمرات «ب»، في مركز أبوظبي للمعارض «أدنيك»، وشارك فيها الشعراء: مساعد بن طعساس الحارثي، وسعيد بن دري الفلاحي، وضيف الله العتيبي، وقدمها الشاعر عبيد بن قذلان المزروعي.
وكان يوم الأربعاء شهد تنظيم محاضرتين، جاءت الأولى بعنوان «الطير في أساليب شعراء النبط الإماراتيين»، وتحدث فيها فهد المعمري الباحث في التراث الشعبي، وتناول فيها حضور الطيور في الأدب الشعبي الإماراتي من شعر ونثر وحكم وأمثال، كما تتبع المواضع التي جاء فيها ذكر الطير في الشعر النبطي في الإمارات، وأساليب الشعراء في استحضاره، مثل افتتاح القصيدة بذكر الطير، والمحاورة معه، والتشبيه به، وبثه لواعج الشوق، ومناداته، والكناية به عن المحبوبة وغيرها من الأساليب.
فيما جاءت المحاضرة الثانية بعنوان «الخنجر الإماراتي تراث وهوية»، قدمها عبدالله ثاني المطروشي صاحب متحف بيت الخنجر، الذي تحدث عن مواصفات الخنجر الإماراتي ومميزاته ونقوشه وزينته وتوثيقه، ومكانته ضمن الزي التقليدي، كما تحدث عن تجربته مع الخناجر بدءاً بجمعها من مزادات التحف في أوروبا، وصولاً إلى تأسيس متحف الخنجر بدعم من حكومة دبي، ومصنع متخصص في صنع الخنجر بالمواصفات القديمة.
وأشارت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، إلى أن البرنامج الثقافي المصاحب لمشاركة النادي في المعرض يعكس حرص نادي تراث الإمارات واهتمامه بالجوانب التوثيقية المكملة للأنشطة التراثية، حيث نشر النادي عدداً من الكتب المؤلفة والمحققة التي تتحدث عن الخيل وأنواعها وأنسابها، وعن الصيد وأسلحته وأدواته، إضافة إلى الدراسات والمقالات المتنوعة التي نشرت بمجلة تراث التي يصدرها النادي في هذا الصدد.
منوهة إلى أن المحاضرات والندوات التي نظمها جناح النادي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية جاءت في السياق نفسه، حيث تناول الباحثون المتخصصون الذين استضافهم النادي، الخيل وما يتعلق بها في تاريخ الدولة وأبوظبي، والطير، والخنجر الإماراتي، والمخطوطات، وغيرها من المواضيع المشابهة التي تثري موضوع المعرض.
وضمن فعالياته وأنشطته التراثية يواصل جناح نادي تراث الإمارات تقديم تجربة تراثية متميزة لزواره في المعرض من خلال الورش التراثية المتنوعة، وعروض الصقارة، وركوب الخيل والهجن، والمسابقات التراثية، وأنشطة الرسم والتلوين.