يختتم نادي تراث الإمارات اليوم مشاركته في الدورة التاسعة عشرة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي نظمه نادي صقاري الإمارات برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى 2 أكتوبر الجاري بمركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وقال سعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات إن جناح النادي حظي بإقبال وإهتمام كبير من جمهور المعرض، حيث نظم النادي العديد من الفعاليات والأنشطة التي تنوعت بين الورش التراثية، وعروض الصقارة، والمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية، والمسابقات التراثية، وأنشطة الرسم والتلوين، إلى جانب المعروضات التراثية والمنتجات اليدوية المتنوعة، وذلك بهدف إحياء التراث والمحافظة على العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، والإسهام في تواصل الأجيال الذي هو جزء من رسالة النادي.
وأكد المناعي أن النادي يعمل وفق أسس ومنهجيات متبعة لتحقيق تراث مستدام والتوافق مع متطلبات العصر من خلال العمل على مرونة البرامج التراثية والمبادرات المقدمة للجمهور، بحيث يظل التراث حاضراً بإعتباره مكون من مكونات التطور، ودافعا من دوافع قبول الحداثة واستيعابها في مجتمع الإمارات.
ونوه بحرص النادي على التواجد والحضور في جميع المعارض والمهرجانات والفعاليات التراثية والمجتمعية خاصة هذا المعرض الذي يعد الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ويعد من أهم الفعاليات التي تُعنى بصون ركائز التراث الثقافي الإماراتي الأصيل.
ومن جانبها أشارت سميرة العامري رئيسة قسم الإعلام أن مشاركة النادي في هذا الحدث المميز نالت صدى واسع ولاقت إقبال كبير من الجمهور، وحظيت بتغطية واسعة من خلال وسائل الاعلام المختلفة. وتقدمت العامري بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذه المشاركة المميزة على أمل اللقاء في العام المقبل ببرامج جديدة تساهم في إبراز ثقافة دولة الإمارات وتراثها.
وفي ختام برنامجه الثقافي المصاحب لمشاركته في المعرض نظم النادي ندوة في منصة الاستدامة بعنوان «جهود دولة الإمارات واليونسكو في صون التراث الثقافي»، تحدث فيها سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور عوض صالح الباحث والمحاضر في التراث، وأدارها الدكتور موسى هواري رئيس قسم تطوير المحتوى في دائرة الثقافة.
وتناول الدكتور عبدالعزيز المسلم العلاقات بين منظمة اليونسكو وإمارة الشارقة منذ بداياتها وصولاً إلى اعتماد معهد الشارقة للتراث مركزاً دولياً من الفئة الثانية في بناء القدرات بمجال تسجيل الملفات في قوائم «اليونسكو»، كما تناول المسلم جهود الشارقة وأبرز الفعاليات والأنشطة في صون التراث والحفاظ عليه بما يتماشى مع قيم اليونسكو، وتحدث عن المشاريع التي يدعمها المعهد في عدد من الدول داخل برامج اليونسكو وخارجها.
فيما أبان الدكتور عوض صالح في حديثه علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة بمنظمة اليونسكو، متناولاً النهضة الثقافية في دولة الإمارات، وانعكاسها على العلاقة بالمنظمة الدولية، منوهاً بأهمية الثقافة بوصفها مورداً اقتصادياً مهماً وجزءاً من التنمية المستدامة.
وكانت منصة الاستدامة قد شهدت أيضاً يوم الجمعة، ندوة بعنوان «نادي تراث الإمارات واستدامة التراث.. إستراتيجيات ومبادرات» ضمن البرنامج الثقافي للنادي، وتحدث فيها الدكتور محمد الفاتح زغل الباحث الرئيسي بمركز زايد للدراسات والبحوث، ولطيفة النعيمي مسؤولة النشاط الثقافي بالمركز، وأدارها مسلم العامري الباحث في التراث الشفاهي بالمركز.
وتناول الدكتور محمد الفاتح كتاب «حلية الفرسان وشعار الشجعان» لابن هذيل الأندلسي، الذي صدر عن نادي تراث الإمارات في العام 2001، وهو شارك في تحقيقه رفقة الدكتور عبدالإله النبهان، مبيناً في حديثه أهمية الكتاب ومكانته بين كتب التراث العربي المختصة بالخيل. فيما تناولت لطيفة النعيمي جهود مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات ومبادراته، وبرامجه التي تصب في استدامة التراث، مثل دعم الباحثين، والدورات التدريبية لطلبة الجامعات، وتدريس إصداراته في الجامعات، ودعم المتاحف الخاصة وغيرها من الأنشطة.