ضمن البرنامج الفكري للمهرجان الرمضاني لنادي تراث الإمارات
محاضرات تتناول نعم الله علينا ، وشهر رمضان وأهمية التعايش والسلام ونبذ التطرف
إستضاف نادي تراث الامارات أمس على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج الدكتور محمد بشار عرفات ، رئيس مجلس الشؤون الإسلامية بولاية ميرلاند الأمريكية ، من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة " حفظه الله " ، في محاضرة قيّمة بعنوان " المجالس بالأمانة ورمضان في أمريكا " وذلك في إطار البرنامج الفكري للمهرجان الرمضاني 12 ، الذي ينظمه النادي بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة ، رئيس النادي ، حتى 15 الجاري
تابع المحاضرة سعادة سنان احمد المهيري المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات ، وسعادة عبد الله محمد المحيربي المدير التنفيذي للخدمات المساندة .
إستهل عرفات محاضرته التي نظمها النادي بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإشارة إلى أنّ الأمانة ليست في الحرص على عدم إفشاء الأسرار ، بل هي أكبر من ذلك ، فقد وضعها الله بين أيدينا ممثلة في القرآن الكريم ، وعلينا تبليغ رسالته لخلق الله أجمعين ، وقال المحاضر : نحن اليوم أمام أمانة عظيمة ، وبخاصة في شهر رمضان ، الذي هو فرصتنا كي نوضح ونوصل رسالة الإسلام السمحة للآخر ، عبر اللقاء والحوار المبباشر ، ووسائل تكنولوجيا العصر ، واصفا رمضان بأنه مدرسة الثلاثين يوما ،التي يستوجب معها إعادة ترتيب أوراقنا من جديد ، من حيث تأكيد إتصال أرواحنا بالله تعالى ، ثم الناس بكافة أجناسهم وثقافاتهم ودياناتهم دون تفريق ، لأن الإسلام هو دين التعددية والتعايش والسلام والتراحم .
ثم عرّج عرفات على دور المسلمين في أوروبا ، موضحا أن لهم دور كبير وفاعل في نشر قيم وثقافة الإسلام ، التي تحث على عدم التفريق بين الرسالات السماوية والأديان ، على الرغم مم يعانيه هؤلاء ، مما يحدث من التأثيرات السلبية للإرهاب ، ورعاة تأجيج نار الكراهية بين الشعوب ، مؤكدا أن الإسلام من ذلك براء ، ثم إنتقل المحاضر بحديثه إلى مفهوم رمضان في أمريكا ، وقال : رمضان بالنسبة لنا في أمريكا ، له خصوصية وبخاصة في الجانب التثقيفي ، حيث تعد المساجد برامج توعوية ، تستضيف من خلالها جميع الناس من مختلف الأديان ، على موائد الإفطار ، ما يحقق ضمنا نوعا من حوار الثقافات والأديان ، ونوّه في ختام محاضرته إلى الدور الكبير الذي تلعبة " الامارات " في تصدير خطاب ديني عقلاني معاصر ، ينبذ التطرف بكافة أشكاله ، ويعكس الصورة الحقيقية للإسلام ، إضافة إلى القيام بالمزيد من الجهود للتصدي لحملات تشويه صورة الإسلام في الخارج ، وذلك بفضل الاستراتيجية الواضحة التي تتبعها المؤسسات الدينية في الدولة ، في تصحيح صورة الاسلام لدى ألآخر عقب ختام المحاضرة ، قام سعادة عبد الله محمد المحيربي بتكريم الدكتور محمد بشار عرفات ، بشهادة تقديرية ، تعبيرا من إدارة النادي ، لمحاضرته القيّمة ، التي لفتت الأنظار فكرا وموضوعا.
من جانب اخر وفي اطار المجالس الرمضانية التي تنفذها إدارة الأنشطة والفعاليات في نادي تراث الامارات بمناسبة عام الخير في عدد من مراكزها، والتي أساسها سلسلة من المحاضرات التوعوية الهادفة المقامة خلال أيام الشهر الفضيل، نظم النادي مساء أمس الأربعاء محاضرتين في كل من ادارة الانشطة في أبوظبي ومركز العين لاثنين من وعاظ الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فاستضاف في أبوظبي فضيلة الشيخ الدكتور خالد عبد السلام متحدثا عن " رمضان شهر القرآن"، بحضور سعادة علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام، وفي العين فضيلة الشيخ الدكتور زكريا محمد الحمقة متحدثا عن " نعم الله تعالى على أهل الإمارات"، بحضور عدد من مدراء الإدارات والمسؤولين في النادي ومن الضيوف. فيما واصلت مختلف المراكز التابعة للنادي فعاليات المهرجانات الرمضانية التي تنفذها منذ الأسبوع الفائت في أكثر من مكان في مناطق مختلفة من مدن إمارة أبوظبي، تنفيذا لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي.
" رمضان شهر القرآن"
ففي مجلس إدارة الأنشطة، تحدث فضيلة الشيخ الدكتور خالد عبد السلام عن بركة شهر رمضان الذي تجتمع فيه بركة الشهر نفسه وبركة القرآن الذي أنزله المولى على نبي الأمة محمد عليه السلام في هذا الشهر وبركة الأمة الإسلامية التي أكرمها الله بفضائل لا تحصى، مما يكون مدعاة للخير الذي يشمل به الله أمته وسببا في سعادتها.وبين المحاضر مكانة الشهر الفضيل بين أشهر السنة، حيث اصطفاه الخالق ليكون الشهر الفضيل الذي أنزل فيه كتابه على نبي الأمة الهادي جملة واحدة، وأوضح المحاضر أن عطاءات القرآن ممتدة إلى يوم القيامة، وأن القرآن كتاب خير لا يدعو إلا إلى الخير بدءا من المبادىء الأخلاقية التي حملها منهجا للحياة في التعامل مع الآخر، إذ ذكر تعالى تكريمه لبني آدم بشكل عام مما يرسي كرامة كل إنسان على وجه الأرض، ومرورا بمبدأ التعايش الذي دعا إليه سبحانه، وانتهاء بمبدأ الرحمة ليس بين البشر فحسب، وإنما بين مختلف المخلوقات والكائنات الحية. كما أوضح كذلك أن علاقة الصيام بالقرآن كما علاقة رمضان بالقرآن، إذ يشفع الصيام والقرآن للعبد يوم القيامة، مؤكدا أن القرآن كتاب هداية وعلم وخلق وآداب، وأن الخير فيه يجري على قارئه والمرشد إليه، لأن المرشد للخير يجري عليه الخير طالما ما أرشد إليه قائما، مشيرا إلى عام الخير الذي دعا إليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" والذي أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد " طيب الله ثراه" حيث يجري عليه الخير بإذن الله طالما الخير قائما في الإمارات وفي كل بقعة زرع فيها " طيب الله ثراه" خيرا .
" نعم الله تعالى على أهل الإمارات"
وفي مجلس شيبان محمد شيبان المهيري في مدينة العين، وضمن إطار مجالس النادي الرمضانية، ألقى فضيلة الشيخ الدكتور زكريا محمد الحمقة محاضرة دينية بعنوان " نعم الله تعالى على أهل الإمارات"، بحضور عدد من المسؤولين في النادي ومن الضيوف، تحدث فيها عن النعم الكثيرة التي أكرم الله بها أهل الإمارات بدءا بنعمة قيادتها الرشيدة وانتهاء بنعمة التلاحم الأسري والمجتمعي التي صارت من خصال أهل هذا البلد ومن شيمهم الكريمة.
فتحدث المحاضر عما حبا الله تعالى به أهل الإمارات من نعمة القيادة الرشيدة، وعن واجباتنا تجاه هذه القيادة من حبنا ووفائنا وطاعتنا وولائنا لها، ومن دعائنا المولى عز وجل أن يكلأها بعين رعايته ويسدد خطاها دوما لكل ما فيه الخير لنا ولأمتنا، كما تحدث عن نعمة الأمن والأمان التي غدت من سمات العيش فوق أرض هذا البلد، وعن أهمية الحفاظ عليها وواجب شكرنا لمن كان السبب في استتبابها، وتحدث كذلك عن نعمة الاتحاد والاستقرار وواجبنا في دعم سبل المحافظة على هذه النعمة وسلامتها وتعزيز أركانها.
وإلى جانب نعمة التلاحم الأسري والتلاحم المجتمعي التي يستظل بدوامها الفرد والمجتمع في الإمارات، تحدث فضيلة الدكتور الحمقة عن نعمة القيم الإماراتية والعادات الأصيلة والأخلاق الفاضلة التي هي من أبرز معالم هوية المجتمع الإماراتي، متطرقا إلى صاحب الفضل في غرس كل ذلك في نفوس أهل الإمارات وفي نسيج مجتمعهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد " طيب الله ثراه"، موضحا أهمية التركيز على التربية الأخلاقية التي تحرص القيادة الرشيدة على تعزيزها.
إثراء ليالي رمضان بقيم الدين وأصالة التراث
وفي إطار اهتمام النادي بالمجالس والمهرجانات الرمضانية، بين السيد أحمد مرشد الرميثي مدير مركز ابوظبي التابع لنادي تراث الامارات أن النادي اعتاد في رمضان من كل عام، انسجاما مع توجيهات سمو رئيس النادي "حفظه الله"، على إثراء الليالي الرمضانية بالعديد من المهرجانات الرمضانية التي تتواءم مع روحانية الشهر الفضيل، وفي مناطق مختلفة، بما يستجيب لاحتياجات المسلمين في هذا البلد من الموضوعات الدينية، إضافة إلى الفعاليات والأنشطة الثقافية والدينية والرياضية والترفيهية والتراثية الشعبية ذات الصلة بالموروث الوطني الموجهة للناشئة والشباب، بما يثري ليالي هذه الفئة الواعدة من نسيج المجتمع بالأنشطة التي تغذي الفكر والروح والجسد بكل ما هو مفيد في بناء جيل متسلح بالعلم ملتزم بتعاليم وقيم دينه السمحة متمسك بأصالة هويته الوطنية.